السلطات الإسرائيلية تعيد فتح المعبر الحدودي مع الأردن غداً لإدخال المساعدات
السلطات الإسرائيلية تعيد فتح المعبر الحدودي مع الأردن غداً لإدخال المساعدات
أعلنت السلطات الإسرائيلية، عزمها إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين)، غدًا الأربعاء، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ إغلاقه أمام شاحنات البضائع في الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي، وذلك بهدف استئناف حركة المساعدات المتجهة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد أسابيع من الشلل اللوجستي الذي أثّر على تدفق الإمدادات الإنسانية، خصوصًا إلى القطاع المحاصر.
وأوضح مسؤول إسرائيلي أن القرار يأتي "وفقًا للتفاهمات وتوجيهات المستوى السياسي"، مشيرًا إلى أنه سيتم السماح بدءًا من غدا الأربعاء بمرور شاحنات البضائع والمساعدات عبر الجسر باتجاه الضفة الغربية وغزة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
ولفت المسؤول إلى أنه "جرى تشديد الفحص الأمني وآليات التحقق من هويات السائقين الأردنيين والبضائع المحملة"، مؤكدًا تخصيص قوات أمنية إضافية لتأمين المعبر.
الهجوم وإغلاق المعبر
يعيد هذا التطور إلى الواجهة الهجوم الذي وقع في 24 سبتمبر الماضي، حين نفّذ سائق شاحنة أردني كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة عملية إطلاق نار داخل المعبر، ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين.
وأعقب الهجوم إغلاقٌ كاملٌ للمعبر أمام الشاحنات، قبل أن يُعاد فتحه جزئيًا بعد يومين أمام المسافرين فقط، فيما ظل تدفق المساعدات معطّلًا، ما تسبب في تأخير كبير لإمدادات كان يعتمد عليها آلاف الفلسطينيين.
أدى استمرار الإغلاق طوال الأسابيع الماضية إلى تعميق معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، خاصة مع اعتماد نسبة كبيرة من التجارة والمواد الغذائية على السلع القادمة من الأردن عبر جسر الملك حسين.
وتؤكد منظمات إنسانية أن تعطيل الخطوط البرية دفع أسعار بعض السلع إلى الارتفاع وخلق حالة "اختناق لوجستي" انعكست مباشرة على العائلات الأكثر فقرًا وعلى المستشفيات التي تعاني أصلًا من نقص في الإمدادات الطبية الحيوية.
الدور الحيوي للجسر
يمثل جسر الملك حسين المنفذ الوحيد الذي يتيح للفلسطينيين في الضفة الغربية السفر للخارج دون المرور عبر المطارات الإسرائيلية، إذ تمنع إسرائيل الغالبية الساحقة من الفلسطينيين من استخدام مطاراتها إلا بتصاريح خاصة نادرًا ما تُمنح.
ويُضطر المسافرون الفلسطينيون إلى قطع مسافات طويلة عبر الضفة للوصول إلى الجسر والدخول إلى الأردن، ومنها إلى مطارات عالمية، وهي رحلة يصفونها بالمرهقة والمكلفة، خاصة في ظل الإجراءات الأمنية المشددة والطوابير الطويلة.
ويعكس اختلاف التسميات بين الأطراف المختلفة -إذ تطلق إسرائيل عليه "معبر اللنبي"، بينما يسميه الأردن "جسر الملك حسين"، ويعرفه الفلسطينيون كذلك باسم “الجسر”- تجذر البعد السياسي الفاصل بين هذه الأطراف، وتحوّل هذا المعبر الصغير في مساحته إلى بوابة تحمل ثقلًا إنسانيًا وسياسيًا يفوق حجمها.
دلالات توقيت القرار
يأتي قرار إعادة الفتح في وقت تتزايد الضغوط الدولية لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى غزة، وفي ظل انتقادات أممية متكررة تشير إلى "تجويع المدنيين" بسبب القيود المفروضة.
ويرى محللون أن إعادة فتح الجسر لا يمثل فقط خطوة لوجستية بل محاولة لتخفيف الضغوط السياسية المتصاعدة، خاصة مع تزايد التقارير التي تتحدث عن شح الغذاء، وانهيار المنظومة الصحية، وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بصورة غير مسبوقة.











