أحلام العجارمة.. تحصد الفرح بعد 20 يوماً من اختطاف ابنها على يد عصابات الاتجار بالبشر
أحلام العجارمة.. تحصد الفرح بعد 20 يوماً من اختطاف ابنها على يد عصابات الاتجار بالبشر
كانت تقف معبأة بالحزن شاخصة البصر، لعشرين يوما تنتظر خبرًا أو رسالة من أحدهم يزف إليها نبأ العثور على وحيدها دون جدوى، إلى أن أتت لحظة هي الفرح بذاته، لحظة اقتحم فيها صغيرها نافذة الغياب مثل خيط شمس دافئ بعد شتاء طويل.
وبلهفة هرولت إلى ابنها تهذي معه بتمتمات لا يفهمها سواهما، تقولها الأم ويرددها الصغير بنجوى وحب، وسط خفقان جماعي للقلوب، قلوب أفراد الأمن والأقارب، وقلوب ملايين ممن شاهدوا مقطع الفيديو المؤرخ للقاء ظن أطرافه "كل الظن أن لا تلاقيا"، لكن مشيئة الله كانت أرحم وكان عناقًا طويلًا لا تحده الكلمات وكأن الذي ابتكر العناق كان أبكم، أراد أن يقول كل شيء دفعة واحدة.
محنة
لم تتكن تتخيل الإعلامية الأردنية أحلام العجارمة، أنها ستواجه محنة بحجم اختطاف ابنها البالغ من العمر خمس سنوات تقريبًا في مدينة إسطنبول التركية، ليتم تهريبه منها إلى مدينة إدلب بسوريا على يد عصابات الاتجار في البشر.
على مدار ثلاثة أسابيع ذاقت أحلام مرار الخوف لتعلن بعدها عبر حساباتها في مواقع التواصل "تويتر" و"إنستغرام": "بعد 3 أسابيع على اختطافه، أكرمني الله بإعادة طفلي الوليد إليّ سالماً معافى بحمد الله".
وبفرح قصت حكايتها: "قبل 3 أسابيع، فقدت أثر الوليد فجأة في إسطنبول حيث أقيم، وبعد تواصل مكثف مع السلطات التركية، علمت أن الوليد تم اختطافه وتهريبه عن طريق عصابة لتهريب البشر، وتم نقله إلى إدلب السورية بطريقة عرضته لخطر الموت".
جهود مضنية
ما ضاع حق وراءه رجال، وهذا ما فعلته السلطات التركية للعثور على الطفل المختطف داخل البلاد وشمال سوريا، لقد تمكنت من تحديد هوية الخاطفين والوصول لهم، ومعرفة المكان الذي نقل إليه طفلها.
تقول أحلام "إن قلبها يحترق على حالة ابنها النفسية"، جراء الحادثة السيئة التي تعرض لها لكنها لم تحدد الجهة المسؤولة عن اختطاف ابنها ولم تتحدث عن ملابسات العملية.
وتعقيبًا غردت أحلام عبر "تويتر": "تعقيبا على اللغط الذي أثاره البعض بخصوص هوية الخاطفين، أود التأكيد أن الخاطفين لم يكونوا أتراكا بل يحملون الجنسيتين اللبنانية والسورية".
وأكدت إشادتها بالجهود الأمنية قائلة: "كما أن الجهود الكبيرة التي قامت بها السلطات التركية كان لها الفضل الرئيسي في استعادة طفلي من شمال سوريا من دون أن يتعرض لأي أذى".
فرح جماعي
مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فعل رواد" التواصل الإجتماعي" الذين انتفضوا فرحًا عبر بث فيديو لا يتجاوز دقيقة لكنه يحوي بهجة العالم بعثور الأم على طفلها.
فتصدرت منصات التواصل الاجتماعي بخبر اختطاف نجل الإعلامية الأردنية العاملة بقناة (TRT) التركية، كذلك تصدر اسم أحلام العجارمة تريند غوغل، وتداول رواد السوشيال ميديا لحظة لقاء العجارمة ابنها وهي تجري عليه وتحضتنه باكية، فيما نشر كثيرون رسالتها المؤثرة.
وكانت أبرز الأسئلة التي تم البحث عنها في مواقع التواصل الاجتماعي وفي محركات البحث، سؤال كم عمر أحلام العجارمة.
أحلام وطفلها
ووفقًا لصفحتها الشخصية وبعض التقارير فأحلام العجارمة، صحفية ومذيعة أردنية الأصل ومقيمة في تركيا، ولدت ونشأت في المملكة الأردنية الهاشمية أكملت دراستها الجامعية وتخصصت في الإعلام الجماهيري في إحدى الجامعات هناك.
عملت أحلام في عدة قنوات تلفزيونية، وكانت بدايتها مذيعة لبرامج اللغة الإنجليزية عبر City Seven City، ومنذ تلك اللحظة بدأت شهرتها تنتشر في الوطن العربي، وتهافت إليها العديد من القنوات للعمل معها، وبعد ذلك استقرت في العمل على قناة روتانا الخليج، وبعد اختفائها لفترة من الزمن، عادت لتعمل في قناة TRT العربية.
أما طفلها فيدعى "وليد"، ولد في يوليو 2016، عمره 3 سنوات أنجبته أحلام بعد عام من زواجها، وحرصت على عدم إظهار أي تفاصيل عنه وإخفاء كل ملامح وجهه، لكنها سرعان ما بدأت تنشر صورًا لها في اللحظات الأولى من اختطافه في العاصمة التركية إسطنبول.