تظاهرات في إسبانيا والرباط احتجاجاً على مقتل مهاجرين في مليلية

تظاهرات في إسبانيا والرباط احتجاجاً على مقتل مهاجرين في مليلية

خرجت تظاهرات في عدة مدن إسبانية وفي الرباط مساء الجمعة، احتجاجا على المأساة التي شهدتها مليلية وراح ضحيتها ما لا يقل عن 23 مهاجرا إفريقيا حاولوا دخول هذا الجيب الإسباني بشمال المغرب في 24 يونيو.

وتجمع الآلاف في برشلونة، ومالقة، وفيغو، وسان سيباستيان ولا كورونيا وكذلك في مدينة مليلية حيث حدثت المأساة، وذلك تلبية لدعوة عدد من المجموعات من أجل التنديد بـ"سياسات الهجرة المتجسدة بوحشية الشرطة وعسكرة الحدود"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وجدد نشطاء في جمعيات لمهاجرين أفارقة بالمغرب، الجمعة، المطالبة بتحقيق يحدد المسؤوليات في فاجعة مقتل 23 مهاجرا أثناء محاولة اقتحام السياج الفاصل بين جيب مليلية الإسباني والمغرب، مشددين خلال تظاهرة في الرباط على "حرية التنقل".

وشدد ائتلاف الجاليات جنوب الصحراوية في المغرب على ضرورة إجراء تحقيق مستقل حتى يتسنى تحديد المسؤوليات، وفق ما أوضح المسؤول في هذا الائتلاف محمدو ديالو، الذي دعا إلى التظاهرة مدعوما من منظمات حقوقية مغربية.

ورفعت خلال التظاهرة التي حضرها ناشطون حقوقيون قبالة مقر البرلمان المغربي لافتات، تطالب أيضا بتحديد هويات الضحايا وإبلاغ عائلاتهم، داعية دبلوماسيي بلدانهم في المغرب إلى المساهمة في ذلك.

دور الدركي 

وفيما تُعدّ مكافحة الهجرة غير النظامية ملفا أساسيا في التعاون بين المغرب وإسبانيا، تنتقد منظمات حقوقية ما تعتبره "دور الدركي" الذي يؤديه المغرب لصالح الاتحاد الأوروبي.

وتدافع تلك المنظمات عن حق المهاجرين باعتبارهم طالبي لجوء يسعون لحياة أفضل، هربا من ظروف حروب أو مجاعات أو فقر.

وقال ديالو "أوروبا استعمرتنا وأخذت منا ما أخذت لتطور نفسها، إذا أردنا الهجرة إليها اليوم فمن حقنا ذلك".

ودعا دبلوماسيي البلدان المعنية إلى "تقديم المساعدات الضرورية" لـ"65 مهاجرا اعتقلوا بعد تلك المحاولة في الناظور، خلال محاكمتهم بتُهم بينها الدخول بطريقة غير شرعية للمغرب والعنف ضدّ موظفين عموميين والتجمهر المسلّح والعصيان.

يأتي ذلك بعد أسبوع على مصرع 23 مهاجرا خلال محاولة نحو ألفي مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء اقتحام جيب مليلية الإسباني الجمعة انطلاقا من الأراضي المغربية، وفق الحصيلة الرسمية للسلطات المغربية، بينما قال ديالو الجمعة إن "المعلومات التي نتوفر عليها تشير إلى مصرع 29 شخصا".

في مدريد، رفع المئات شعارات تعود لحركة "حياة السود مهمة" وهتفوا "لا يوجد إنسان غير قانوني!" و"مناهضو العنصرية موجودون هنا!" و"الاتحاد الأوروبي مسؤول جنائي!" ورفعوا لافتات كتب عليها "الحدود تَقتُل".

وقالت كارمن ريكو (77 عاما) "هذا البلد يخجلني"، مشيرة إلى أنها حضرت بعد هذا "الظلم الذي أسفر عن مقتل مهاجرين لأنهم كانوا يحاولون دخول إسبانيا".

من جهته عبّر رينزو روبي (28 عاما) العامل في مجال النقل عن صدمته حيال “الصوَر على الحدود”، وقال "أنا أيضا مهاجر لا تتوافر للجميع إمكانية الوصول بشكل قانوني إلى إسبانيا"، مبديا انزعاجه من إلقاء مدريد "اللوم" على دول مثل المغرب.

وقالت الطالبة إيفا رويز البالغة من العمر 24 عاما "ليس من الطبيعي أن يموت هذا العدد من الناس، نحن نتحدث عن أرواح بشر وعن أشخاص يفرون من الحرب ونقتلهم على الحدود".

وعزت الرباط هذه الحصيلة غير المسبوقة من الضحايا إلى حوادث "تدافع وسقوط من السياج الحديد"، بينما اتهمت الأمم المتحدة المغرب وإسبانيا "باللجوء المفرط إلى القوة" داعية إلى "التحقيق" في ما جرى.

وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها هذا العام، في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط.

وطبقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس؛ إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا هذا العام مقابل 123318 في عام 2021.

ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية