كيف نختلف في الرأي.. الطريق إلى الحفاظ على الود
كيف نختلف في الرأي.. الطريق إلى الحفاظ على الود
الخلاف في الرأي لا يجب أن يفسد للود قضية، فالاختلاف لا يعني ضرورة الخلاف.
والتفاوض أسلوب قلما يفشل لو أتيح له أن يتم، بناء على قواعد وشروط مدروسة، وذلك بروح الحب والتفاهم، وبدون التضحية بمصلحة طرف على حساب الطرف الآخر.
أما المواجهة فهي لا تعني الهجوم أو العنف أو إلقاء حجارة الاتهامات أو تعرية الناس أمام أنفسهم، بل تعني العناية والحب للشخص الذي أواجهه فاني إن لم أكن أهتم به لتركته وشانه سواء أصاب أم أخطأ .
على أنه يصعب في كثير من الأحيان تحقيق هذا الهدف النهائي، فعلينا أن نسعى للتوصل إلى الحلول الوسط التي نعددها فيما يلي:
اتخاذ قرارات واضحة
من النتائج المهمة التي تؤدي إلى المصالحة قدرة أفراد الجماعة على اتخاذ قرار بشان الصعوبات التي تواجههم، وغالباً ما تتخذ القرارات اللازمة بعد انقضاء فترة زمنية طويلة، وهذا من شأنه أن يزيد الصعوبات تعقيداً. إن ضبط النزاع ما هو إلا فن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفض النزاع والسعي نحو توفير روح التعاون بين أفراد الجماعة .
المزيد من التسامح
إن مهمة الوسيط هي إقناع أفراد الجماعة بأن الخلاف في الرأي ليس بالأمر الخطير، فالتعارض في الآراء يساعد على إيضاح أبعاد المشاكل، وأنه ليست هناك مشكلة تستعصي على الحل، طالما توافرت النية الحسنة والهدف المشترك وهو تحقيق الصالح العالم. وما يعود بالفائدة على أفراد الجماعة تذكيرهم بصفة منتظمة بأن الخلاف في الرأي ليس أمراً سيئاً بالضرورة وأنه قد يؤدي إلى نتائج جيدة – في نهاية الأمر – إذ ربما تزودنا آراء الآخرين ببعض المعلومات التي كانت خافية علينا.
كبح العدوان
على ضابط النزاع أيضاً أن يبين أن اتباع المسلك العدواني بغية الإساءة إلى الآخرين أو الإقلال من شأنهم أو أهانتهم أو التخلص منهم وخيم العاقبة، وأنه ينبغي أن يلتزم الجميع بالتعاليم الواردة في الكتاب المقدس عن كيفية التعامل مع الخصوم .
العزوف عن المسلك السلبي
يتمثل هذا المسلك في الانسحاب أو الامتناع عن الحضور مما يحول دون تكاتف الجماعات أو الأفراد في مجهود تعاوني على إيجاد حل يرضي جميع الأطراف. فإن أصر شخص سلبي على موقفه فهذا من شأنه أن يضعف الصلات الترابطية بين الجماعة بحيث تصبح أكثر قابلية للانهيار عما لو تكاتف الجميع على حل المشكلة .
الاتصال
غالباً ما يحدث أن ينعدم الحوار بين الناس أو قد يلتزمون بالحرص أثناء الحديث أو بالتعبير عن آرائهم بعبارات مبهمة أو غير واضحة بحيث يضحى التفاهم فيما بينهم جزئياً أو ضئيلاً للغاية. وفي مثل هذه المواقف يستحسن أن تشجع كافة الأطراف في الإفصاح عن متاعبهم بصراحة . وأحياناً ما تجد نفسك مضطراً أن تبذل جهداً كبيراً في سبيل إقناع الناس بتبادل الآراء ووجهات النظر فيما بينهم. وسوف تلحظ أنهم يحجمون عن ذكر الحقيقة خوفاً من أنها ” تعمل على تعقيد الأمور ” وهذا الإحساس بالخوف يخالف الواقع عادة .
ما هو أقرب طريق لحل أي خلاف وتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات الخلافية حتى تدوم الصداقة ويستمر الود ؟
التعرف على وجهة نظر كل جانب
غالباً ما لا يعبر الناس عن رأيهم بوضوح ولا سيما في المراحل الأولى من المواقف الحرجة ، وقد يبدون استياءهم وامتعاضهم ، ولكن عندما يطلب منهم إيضاح دواعي هذا الشعور يجدون صعوبة في الإفصاح عنها على وجه الدقة ، وغالباً ما تكون هذه الأسباب ” جوفاء “أو نابعة عن علاقات سيئة ولا تعبر تعبيراً صادقاً عن مكنونات النفس . وهذا الموقف يضعك في مواجهة شخص أو أشخاص غير مريحين يسعون وراء اختلاق العلل للتعبير عن سخطهم وغالباً ما تصاغ هذه الأسباب في صورة شكاوى.
تحديد المشكلة
قد تكتشف أنه من المفيد في معظم المواقف النزاعية أن تضافر كل المجموعات على محاولة تحديد أبعاد المشكلة محل البحث ، ومن المسلم به أنه لا يمكن الإحاطة بكافة المشاكل في وقت واحد ، وأن الأمر لا يخلو من بعض الخلافات بشأن ماهية المشاكل.
وبمطالبة المجموعات بتقريب وجهات النظر فيما بينها والاتفاق على تحديد أبعاد المشكلة، نكون قد اتخذنا الخطوة الأولى نحو الانتقال من مشاعر الغضب إلى مشاعر التعاون على حل المشكلة. وعادة ما يطلق على تحديد أبعاد المشكلة العبارات التالية:” من ذا الذي يفعل ماذا، ومن ذا الذي لا يفعل ماذا ، ومن ذا الذي يشعر بماذا، وتحديد أبعاد المشكلة يجب أن يصاغ أو يدون دائماً بكيفية ترفع من احتمال موافقة جميع الأطراف، فإن وصلت إلى نتيجة أن المشكلة بها شق نفسي شخصي يمكنك اتباع الآتي:
التعامل مع المشاعر
تتساوى الوقائع والمنطق مع المشاعر، والعلاقات من حيث الأهمية، حيث تلعب الانفعالات دوراً كبيراً في النزاع، ورغم أنها في حد ذاتها منطقية وعقلية إلا أنها عندما تصطدم بالمشاكل فإنها تفقد صفاتها. والملاحظ أنه إذا ما أهملت المشاعر أو ظلت حبيسة فإنها تلازم الإنسان وتسبب له متاعب آجلة أو تنفلت من عقالها في موقف آخر .
وأفضل ما يمكن عمله لمعاونة الناس على التعامل مع مشاعرهم هو مساعدتهم على التعبير عنها والتحدث بشأنها ، وليس بالضرورة أن يفصحوا عنها عملاً. إن مطالبة الناس بالإعراب عن مشاعرهم وتفهم هذه المشاعر ينطوي على الكثير من الفوائد، في حين أن إسداء النصح إليهم بعدم القلق أو عدم الغضب غير مجد.
الوشائج الرابطة
كل مجموعة تتصف بالترابط تنشأ فيما بين أفرادها وشيجة أو علاقة تربطهم ببعض. وهذا ما يطلق عليه ” المبدأ التنظيمي”، وغالباً ما تتعدد المبادئ التنظيمية في هيئة واحدة. وهذه المبادئ تكون بمثابة الغراء الذي يربط بين الناس جميعاً، وهي ما تتكون من الأهداف المشتركة والتاريخ المشترك والقيم المشتركة .
الاستعانة بمساعدة خارجية
عادة ما يكون الغير معيناً على ضبط النزاع ومن ليس له مصلحة في النتيجة يمكنه أن يساعد أطراف النزاع على تركيز أعمالهم وأن يحكم في سلامة التأثيرات المتبادلة، وأن يقدم تأكيداً إضافياً لكل شخص بأن في استطاعته فض الخلافات فيما بينهم. هذا الطرف الخارجي ينبغي إلا يكون خارج الجماعة، بل مجرد طرف خارج النزاع.