"الطريق الصعب" و"نحو تعايش سلمي".. مؤلفات سطرت في "وثيقة الأخوة الإنسانية"

"الطريق الصعب" و"نحو تعايش سلمي".. مؤلفات سطرت في "وثيقة الأخوة الإنسانية"

لوثيقة الأخوَّة الإنسانية قيمة كبيرة، جعلت المفكرين والكتَّاب يُسارعون في إفراد العديد من الكتب والمؤلفات عنها لما لها من أهمية جوهرية للبشر.

وعلى رأس تلك المؤلفات كتاب: "الإمام والبابا والطريق الصعب.. شهادة على ميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية"، لمؤلفه القاضي محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية. 

وأصدر الدكتور جمال سند السويدي كتابه الجديد بعنوان: "وثيقة الأخوة الإنسانية نحو تعايش سلمي وعالم خالٍ من الصراعات". 

وترجع أهمية الوثيقة في أنها وضعت إطارًا لدستور عالمي جديد، يرسم خريطة طريق جديدة للبشـرية، فدعت إلى التعايش والسلام، ودافعت عبر فقراتها عن حقوق المستضعفين في الأرض، ثم ناشدت قادة الدول والمنظمات الدولية وأهل الفكر والرأي، وكل من يشارك في صناعة السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، تحمُّل مسؤوليته التاريخية والأخلاقية في تحقيق أهدافها. 

وتتضاعف قيمة الوثيقة وأهميتها، لكونها صدرت باسم أكبر الرموز الدينية في عالمنا، ممثلين بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهو ما يجعلها تعبِّر عن آمال مليارات البشـر وطموحاتهم، ولذا يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف بهدف تنفيذ ما نادت به في سبيل إعلاء قيم التسامح في العالم لضمان مستقبل السلام للأجيال القادمة. 

وفيما يلي تقدم “جسور بوست” عرضا للكتابين.

الطريق الصعب

من أول الكتب وأهمها الصادرة عن "وثيقة الأخوة الإنسانية"، كتاب صدر باللغات العربية والإنجليزية والإيطالية، تحت مسمى: "الإمام والبابا والطريق الصعب.. شهادة على ميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية".

وسلَّط هذا الكتاب الصادر عن مجلس حكماء المسلمين للمؤلف «محمد عبدالسلام» -الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية- الضوء على أهمية وثيقة «الأخوة الإنسانية» غير المسبوقة، والتي احتفى بها العالم، نظرًا لصدورها عن أهم مؤسستين دينيتين -إسلامية ومسيحية- في العالم، لا سيما أن الأمين العام للجنة العالمية للأخوة الإنسانية كان شاهدًا على جميع مراحل صياغة الوثيقة، والمحطات التي توقف فيها قطار الوثيقة قبل أن يصل إلى غايته الإنسانية النهائية. 

وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب سلّط الضوء على شخصية البابا «فرانسيس»، والذي عُرف عنه أنه رجل محب للسلام، ومدافع عنه، وكذلك شخصية الإمام الأكبر، وسعيه لبناء السلام مع مختلف الديانات السماوية، وإيمانه بضرورة التعايش مع مختلف الديانات.

ووفقًا لتقارير صحفية، يتناول الكتاب المراحل التي مرت بها وثيقة الأخوة الإنسانية، حتى توقيعها في 4 فبراير 2019 في أبوظبي، ويسرد المؤلف الخطوات المتسارعة التي خطاها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، نحو التفاهم والحوار، التي بدأت بزيارة الإمام الطيب للفاتيكان ثم زيارة البابا فرانسيس للأزهر الشريف، لتتنامى بعدها العلاقة الأخوية بين الرمزين الدينيين الكبيرين وتتوالى اللقاءات التي شهد أحدها ميلاد فكرة وثيقة الأخوة الإنسانية. 

وتعمق الكاتب في سرد وقائع ترتيبات الإعداد للوثيقة والزيارة، وعدد أسباب اختيار الرمزين للإمارات من بين دول العالم لإعلان الوثيقة منها، منوها بالدور التاريخي الكبير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر رعاية الوثيقة ودعمه لتفعيل بنودها وقيمها.

وأشاد المؤلف بالدور المهم لمجلس حكماء المسلمين في دعم جهود الأزهر الشريف، لتعزيز الحوار وتحقيق التقارب بين الشرق والغرب بشكل عام. 

ويتناول الكتاب عدة نقاط رئيسة، منها القمة الأولى بين الإمام والبابا في الفاتيكان، وأوضح الكتاب أبرز الأحداث التي تزامنت مع هذه القمة، وذلك خلال الزيارة الأولى التي قام بها شيخ الأزهر إلى روما عام 2016، مشيرًا إلى أن حفاوة استقبال رجال الفاتيكان له تنبع من أهمية هذه الزيارة وما ترتب عليها من نتائج، حيث يُعد مؤتمر السلام نتاجًا لهذه الزيارة، وهو ما قاد إلى طرح مبادرات مشتركة بين زعماء الأديان والمذاهب، تحاور فيها قادة الأديان الكبرى في العالم، مؤكدين ضرورة توطيد روح الحوار. 

ولفت الكاتب الانتباه إلى أن مقترح إقامة مؤتمر عالمي جامع لزعماء الأديان جاء بعض تشاور القاضي «محمد عبدالسلام» مع الإمام «الطيب» أثناء رحلتهما إلى روما.   

وخلال اللقاء الذي جمع «الطيب» و«بابا الفاتيكان»، أثنى الأخير على مجهودات الأزهر لتعزيز ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك، وكذلك مواجهة الفكر المتطرف، فضلًا عن طرح الإمام للخطوات التي يتخذها الأزهر الشريف، وكذلك مجلس الحكماء المسلمين لتعزيز ودعم السلام العالمي، فضلًا عن مواجهة الإرهاب الذي أضحى يهدد استقرار العديد من المناطق في العالم.   

واختتم المؤلف كتابه بالحديث عن جهود العمل من أجل تفعيل وثيقة الأخوة، من خلال تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.  

وقدم للكتاب الإمام الطيب والبابا فرانسيس، وعلق عليه عدد من كبار الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية من مختلف أنحاء العالم.

ووفقًا لوسائل إعلامية، وصف الطيب الكتاب بأنه "كتاب مهم جامع لمراحل صناعة الوثيقة"، ووصف أسلوب الكاتب بأنه "حديث منمق ورواية صادقة للوقائع والأحداث، بعيدة عن المجازفات الفكرية والتعصب والجمود"، بينما قال البابا فرانسيس إن الكتاب "يرصد اللحظات المهمة لمرحلة توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية". 

وعايش مؤلف الكتاب أغلب مراحل وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث عمل في السابق مستشارا لشيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين لأكثر من 8 سنوات، شارك خلالها بفعالية في جهود الحوار وتحقيق التقارب مع المؤسسات الدينية، ومن أهمها العلاقات بين الأزهر والفاتيكان التي توجت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي.

نحو تعايش سلمي

في إطار إثراء المكتبة العربية ودعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، في ترسيخ التسامح والتعايش السلمي بين الأديان.

أصدر الدكتور جمال سند السويدي كتابه الجديد بعنوان: "وثيقة الأخوة الإنسانية نحو تعايش سلمي وعالم خالٍ من الصراعات". 

ويسعى المؤلف من خلال الكتاب إلى تعزيز قيمة التسامح وتعميقها، لكون هذه القيمة متجذرة في ثقافة أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة وتاريخهم، وتمثل أحد أهم نتاجات "إرث زايد الخير" -طيب الله ثراه-، لكن انتشار موجات التطرف والكراهية والعنف، التي تروج لها التنظيمات الدينية الإرهابية والجماعات المتطرفة بمختلف أشكالها في كثير من بلدان العالم ومناطقه، لا سيما في عالمنا العربي والإسلامي، يحتم على الجميع إعادة التركيز على قيم التسامح، وترسيخها في قلوب جميع فئات المجتمع وعقولهم، بصفتها الحل الأفضل لمواجهة الأفكار والأيديولوجيات والأعمال الإرهابية، التي تتغذى على قيم الكراهية والتعصب والتطرف. 

يتناول الكتاب بالتحليل الجهود المبذولة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، إذ تبنت العمل من أجل نشر التسامح والتعايش على الساحتين الإقليمية والدولية، وقدمت جهوداً جليلة لتعزيز السلام والأمن والاستقرار والتنمية في العالم، من منطلق الإيمان بأن التسامح هو طريق الإنسانية للتغلب على نزعات الصراع الديني والعرقي والطائفي، وتفادي تكرار مآسي التاريخ وحروبه الدينية والطائفية التي راح ضحيتها ملايين البشر، إذ قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة: "إن التسامح يحمل في داخله قوة جبارة قادرة على هزيمة الشر مهما كان حجمه، وتغيير مسار العالم إلى الأفضل". 

ويستعرض “السويدي” في الفصل الأول، إرساء ثقافة وقيم التعايش في الإسلام، ويوضح أن دعوة الدين الإسلامي ترسي السلام والتعايش السلمي بين الشعوب بمختلف الأديان، وتنبذ العنف والعدوان بين الدول والجماعات والأفراد، ويستدل على ذلك بالآيات التي يزخر بها القرآن الكريم، والتي تؤكد مفاهيم التسامح ومبادئ التعايش السلمي بين الأمم، وتلك التي تؤكد أن الاختلاف بين البشر والأمم، ضرورة كونية تكتنفها عوامل إيجابية كثيرة، تشجع على التعاون لا الصراع. 

كما يستعرض الكتاب إساءة توظيف بعض الآيات من قبل الحركات والجماعات المتأسلمة وبعض المفسرين المتشددين الذين يخرجون الآيات القرآنية عن سياقها وعن الغرض المحدد الذي نزلت لأجله لتحقيق مصالح شخصية. 

ويشرح الكتاب كيف أن هذا التوظيف السيئ للدين دائماً ما يحدث في عصور التراجع والانحدار. 

ووفقًا لبعض المحللين، يتناول السويدي مرتكزات التسامح والتعايش السلمي في رؤية الأب المؤسس، إذ يشير إلى أن رؤية المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للتعايش السلمي والتواصل الحضاري، تقوم على 4 مرتكزات، أولها: أن التعايش أفعال وإنجازات ومبادرات ولا يقتصر على الأقوال، وثانيها: أن التعايش مع الغير واحترامهم واجب ديني وإنساني على المسلم وليس للمسلم فيه خيار، وثالثها: أن التعايش السلمي هو أساس التنمية في الحياة والتقدم والازدهار والسعادة، ورابعها: أن التعايش هو الملهم للحضارة والصانع لها والجالب لمقوماتها والداعم لأصحابها، وكل هذه المرتكزات تتماهى مع روح وثيقة الأخوة الإنسانية وبنودها وأهدافها النبيلة. 

ويحلل المؤلف في الفصل الثالث من الكتاب، بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، إذ يؤكد أن الوثيقة تُعد نداءً خالصاً لكل دول وشعوب العالم لوضع حد للحروب والنزاعات، وإدانة ويلات الإرهاب والعنف، خاصةً تلك التي ترتكب بدوافع دينية.  

ويكشف السويدي أن نص وثيقة الأخوة الإنسانية يتضمن معاني ومبادئ سامية تعكس جوهر الديانات والرسالات السماوية وتركز على الأهداف السامية التي جاءت من أجلها، وهي نشر السلام والتعايش بين البشر، بدلاً من التصورات الجامدة والمتشددة والمتطرفة التي بدلت من جوهر الديانات ورسالتها، وحولتها من رسالة لإفشاء السلام بين البشر وإرساء التعايش والتعاون والإخاء فيما بينهم إلى ركيزة لدعاوى التعصب والكراهية والتنابذ والصراع والحروب. 
 
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية