"كير": ارتفاع عدد البلدان المتضررة من الكوليرا 28% خلال شهر واحد
"كير": ارتفاع عدد البلدان المتضررة من الكوليرا 28% خلال شهر واحد
أخذ وباء "الكوليرا" ينتقل بسرعة من بلد إلى آخر منذ بداية العام، مدفوعا بمزيج خطير من تغير المناخ والكوارث والنزاعات ذات الصلة.
ويظهر تحليل جديد أجرته منظمة كير الدولية، بمناسبة يوم الصحة العالمي، أن هذا الانتشار المقلق يؤثر في المقام الأول على البلدان التي تعاني مستويات عالية من عدم المساواة بين الجنسين.
وبما أن الكوليرا تؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال، تدعو المنظمة إلى توفير بيانات مصنفة عن السكان المعرضين للخطر لتحسين الاستجابة الإنسانية.
قال المدير الإقليمي لمنظمة كير الدولية في الجنوب الإفريقي، ماثيو بيكارد: "ارتفع عدد البلدان المتضررة من الكوليرا بنسبة 28% في شهر واحد فقط، من 18 في فبراير إلى 23 في 22 مارس، وقد انتشر المرض الآن عبر الحدود مع تفشي المزيد من الأمراض في جميع أنحاء القرن الإفريقي والجنوب الإفريقي، ما أثر في الغالب على البلدان ذات النظم الصحية الهشة بالفعل".
وأضاف "بيكارد": "نحن قلقون للغاية إزاء تأثير أنماط الطقس المتطرفة مثل إعصار فريدي، الذي ضرب مؤخرا العديد من البلدان في جنوب شرق إفريقيا، ما أدى إلى الموت والدمار والنزوح، وترك المجتمعات أكثر عرضة لتفشي الأمراض مثل الكوليرا"، وأضاف: "في ملاوي، التي كانت تواجه بالفعل أسوأ تفشٍ لها منذ عقود، يصاب المزيد من الناس بالكوليرا ويموتون كل يوم".
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تتميز جائحة الكوليرا السابعة، التي أصبحت حادة منذ منتصف عام 2021، بأنماط تفشي متعددة، وانتشرت إلى المناطق التي كانت خالية من الكوليرا، مثل سوريا ولبنان، وغالبا ما تظهر معدلات وفيات مرتفعة بشكل ينذر بالخطر.
ويستند التحليل الذي أجرته منظمة كير إلى بيانات من قاعدة بيانات المخاطر INFORM ومؤشر عدم المساواة بين الجنسين، ويبين أن جميع البلدان المتضررة من الكوليرا تقع فوق المتوسط العالمي من حيث عدم المساواة بين الجنسين، حيث يعاني 30% (7 من أصل 23) من مخاطر عالية أو عالية جدا لوفيات الأطفال وسوء التغذية الحاد، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.
كما يظهر أن 17 من أصل 23 من البلدان المتضررة من الكوليرا (74%) لديها مخاطر عالية أو عالية جدا للنزاع -على سبيل المثال، الصومال وهايتي، وأن 14 من أصل 23 من البلدان المتضررة من الكوليرا (61%) لديها مخاطر عالية أو عالية جدا من المخاطر الطبيعية مثل العواصف الاستوائية والفيضانات والجفاف- على سبيل المثال، ملاوي وموزمبيق.
وقالت مستشارة كير التي تدعم حالات الطوارئ الصحية العامة، أليسون براذر: "المخاطر المرتبطة بالكوليرا، مثل الأمراض المعدية الأخرى، ليست محايدة بين الجنسين.. النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة لسوء التغذية ويتعرضن لخطر أكبر للإصابة بمضاعفات مميتة إذا أصبن بالكوليرا.. تلعب الأدوار التقليدية دورها أيضا، حيث من المرجح أن تتلامس النساء والفتيات مع الفيروس أثناء جلبهن للمياه، وإعداد الطعام، ورعاية أفراد الأسرة المرضى، وتنظيف المراحيض.. نعلم أيضا أن 70% من القوى العاملة الصحية التي تستجيب لتفشي المرض هم من النساء".
ويعد معدل الوفيات أعلى أيضا بين الأطفال، ولا سيما الأطفال دون سن الخامسة والأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم.
ومع توقع تزايد تواتر أنماط الطقس المتطرفة، وربط العلماء بين تغير المناخ وانتشار الكوليرا، يجب أن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على الاعتماد على البيانات المصنفة لتحسين استجابتهم.
وقال مدير منظمة كير في هايتي، مارتن ديكلر: "يجب على المجتمع الإنساني بذل المزيد من الجهد لجمع البيانات حول الجنس والعمر والإعاقة.. هذا أمر ضروري لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر".