النرويج تشهد أسوأ موجة فيضانات منذ 50 عاماً.. وإجلاء آلاف المواطنين

النرويج تشهد أسوأ موجة فيضانات منذ 50 عاماً.. وإجلاء آلاف المواطنين

أجلت النرويج الآلاف، الأربعاء، جراء فيضان الأنهار وبلوغها أعلى مستوى لها في 50 عاماً على الأقل، لتغمر المياه المنازل والشركات أو تجرفها الانهيارات الأرضية.

وقالت وزارة العدل والأمن العام، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس": إن السلطات أغلقت الطرق الرئيسية وعلقت خدمات القطارات في مناطق واسعة بجنوب النرويج حيث فاضت مياه الأنهار على ضفافها"، محذرة من مزيد من الفيضانات في الأيام المقبلة مع اندفاع المياه في اتجاه المناطق الساحلية المنخفضة.

وأضافت: “الحكومة قررت اليوم إرسال مزيد من طائرات الهليكوبتر للمشاركة في جهود الإجلاء”، مبينة أنه "لم تسجل أي حالة وفاة حتى الآن جراء الكارثة".

كما أعلنت السلطات النرويجية، الأربعاء، أنها تدرس إمكانية تفجير سد بعدما عجزت عن فتح منافذه لتصريف المياه.

وقالت القوات المسلحة النرويجية إنه طُلب منها مساعدة الشرطة في محطة براسكيريدفوس للطاقة الكهرومائية على طول نهر غلوما (الأطول في النرويج) لدراسة ما إذا كانت منافذ السد تحتاج لعملية تفجير لفتحها.

وأضاف الجيش في بيان أن «خبراء المتفجرات من القوات المسلحة النرويجية في الموقع للتنسيق وتقييم الوضع بالتشاور مع الشرطة».

وقالت شركة «هافسلوند» المشغلة للسد في بيان إنه نتيجة عطل توقفت مولدات السد عن العمل وتابعت الشركة: «من المفترض أن يقوم نظام آلي بفتح المنافذ في حالة التوقف»، مضيفة أن سبب العطل غير معروف حالياً.

وأضافت أن ارتفاع منسوب المياه أدى تالياً إلى إغراق المنشأة التي لم تعد تعمل، مشيرة إلى أن الحادث أدى فقط إلى أضرار مادية.

وفي بيان منفصل، قالت الشرطة إنها بدأت بإجلاء الأشخاص المقيمين على طول النهر وتعمل على تقليل ضغط المياه في المحطة بما في ذلك استخدام الحفارات في الموقع.

مما يذكر أن هطول الأمطار الغزيرة أدت إلى وقوع انهيارات أرضية في أجزاء مختلفة بمنطقة دول الشمال في الأيام القليلة الماضية، نتج عنها انقطاع للكهرباء في فنلندا وفيضانات في قرى بالنرويج والسويد فضلاً عن تعليق حركة النقل العام في أكثر المناطق تضرراً.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية