اليوم الدولي للسلام.. دعوة أممية لنزع فتيل التوترات والصراعات حول العالم
يحتفل به في 21 سبتمبر من كل عام
بتحذير من تغير المناخ والفقر والحروب، يقف العالم على شفا اضطرابات مزعجة تصيب هدف تحقيق السلام العالمي في مقتل.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للسلام، في 21 سبتمبر من كل عام، لتعزيز مبادئ المحبة والإخاء والتعاون بين جميع الأمم والشعوب.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي هذا العام، تحت شعار "العمل من أجل السلام.. طموحنا لتحقيق الأهداف العالمية"، حيث تقول إن "عالمنا بحاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى".
إنهاء حرب الكوكب
وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "نحتفل باليوم الدولي للسلام في وقت يتخبط فيه الناس وكوكب الأرض في أزمة، حيث تدفع النزاعات بأعداد قياسية من الناس إلى مغادرة ديارهم، ويتأجج لهيب الحرائق، ويتعاظم مد الفيضانات، ويشتد لسع الحرارة".
وأضاف غوتيريش في كلمته بهذه المناسبة: "تمثل أمامنا مظاهر الفقر وعدم المساواة والظلم وأشكال الريبة والشقاق والتغرض، ولعل ما يذكرنا به الشعار المفرد هذه السنة للاحتفال بهذا اليوم هو أن السلام لا يأتي من عدم السلام بل من ثمرة العمل".
وأوضح: "العمل على تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وكفالة عدم ترك أي أحد خلف الركب، والعمل على إنهاء الحرب المعلنة على كوكبنا وعلى ما يجود به من خيرات طبيعية".
وتابع: "العمل على التمسك بحقوق الإنسان وبكرامة كل فرد وحمايتها، خاصة ونحن نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
ومضى غوتيريش قائلا: "العمل من أجل الاستعانة بأدوات الدبلوماسية والحوار والتعاون التي لا تبلى في نزع فتيل التوترات وإنهاء النزاعات، والعمل لصالح ملايين الناس الذين يعانون أهوال الحرب".
واختتم كلمته بعبارة: "إن السلام ليس مجرد رؤية نبيلة للإنسانية، بل السلام نداء إلى العمل.. فلنلتزم ببناء السلام وبالدفع بعجلته وبجعله واقعا دائما لما فيه خير الجميع".
ووفق تقديرات أممية، فإن موضوع هذا العام هو العمل من أجل السلام، حيث تعد دعوة العمل إقرارا بمسؤوليتنا الفردية والجماعية عن تعزيز السلام".
ويسهم تعزيز السلام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي سيؤدي تحقيقها إلى تكوين ثقافة سلام للجميع، ويمثل عام 2023 نقطة الوسط في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، إذ يتزامن الاحتفال باليوم الدولي للسلام مع مؤتمر القمة المعني بأهداف التنمية المستدامة (18-19 سبتمبر) للاحتفال بمنتصف فترة الإنجاز.
وتركز أهداف التنمية المستدامة على التقريب من إرساء مجتمعات أكثر سلامًا وعدلاً وشمولاً، لا خوف فيها ولا عنف، ولكن بدون قبول ومساهمة مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة بما في ذلك 1.2 مليار شاب على قيد الحياة، لن تتحقق تلك الأهداف.
وتحيي في عام 2023 أيضا الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لكل من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذلك اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
ويشجع اليوم الدولي للسلام 2023 كل الشباب على المشاركة بوصفهم عناصر اجتماعية إيجابية وبناءة، على الانضمام إلى الحراك الساعي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمساهمة في بناء سلام مستدام، لقيادة العالم نحو مستقبل أكثر اخضرارا وإنصافًا وعدلاً وأمانًا للجميع.
معالجة النزاعات بالحوار
وتحت شعار "العمل من أجل السلام" تشارك المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" في الاحتفال بهدف تعزيز الوعي بأهمية المسؤولية الفردية والجماعية في نشر ثقافة السلام، والتأكيد على أنه لا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون سلام.
بدوره، قال أمين عام المنظمة صالح بن حمد التويجري في بيان، إن "السلام كركيزة أساسية للتنمية التي لا تزدهر في ظل أوضاع مضطربة، السلام هو الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه منذ بداية خلقه".
وشدد التويجري على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات بالحوار الواعي واحترام الطرف الآخر، وأن الاحتفال باليوم العالمي للسلام يأتي في الوقت المناسب لبث روح الأمل بصناعته وإقراراه وحفظه واستمرار بناءه لتخفيف التداعيات الإنسانية ولتنعم شعوب العالم أجمع بمستقبل مشرق يتحقّق بوضع حد للنزاعات والصراعات المسلحة.
وأضاف: "لقد حان الوقت لوقف كل أشكال الصراعات المسلحة وما ينتج عنها من أزمات لجوء ونزوح، نتطلع إلى أن تضع الصراعات أوزارها، وتكون الدبلوماسية الإنسانية هي النهج السائد للتعامل فيما بين الأطراف المتنازعة، من أجل تحقيق الاستقرار وعودة اللاجئين إلى بلدانهم".
وتابع: "نحتاج لوضع رؤية استشرافية مشتركة لدفع السلام قُدمًا إلى الأمام، وتعزيز الاستجابة لنداء الضمير العالمي بإرساء سلام عادل لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع العالم ولتنعم شعوب الأرض قاطبة بالخير والنماء، ما يتطلب نشر قيم التعايش السلمي والتسامح وتقبل الآخر دون تمييز عرقي أو ديني أو لغوي وثقافي بين الأمم والشعوب".
وفي عام 1981، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام من أجل "الاحتفال بمثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب".
وعقب 20 عاما، حددت الجمعية العامة 21 سبتمبر تاريخا للاحتفال بالمناسبة سنويا بـ"يوم لوقف إطلاق النار عالميا وعدم العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله".