اعتراض في طوكيو على أعمال تجديد حيّ تاريخي بسبب أثرها البيئي
اعتراض في طوكيو على أعمال تجديد حيّ تاريخي بسبب أثرها البيئي
رُفعت عريضة جمعت نحو 225 ألف توقيع، الاثنين، إلى الحكومة اليابانية، اعتراضاً على مشروع تجديد مُدني في وسط طوكيو، سيتعيّن بموجبه إزالة عدد كبير من الأشجار وملعب بيسبول تاريخي.
وكانت بلدية طوكيو وافقت في فبراير على مشروع لتجديد حي جينغو غاين الذي يضم راهناً مساحات خضراء ومرافق رياضية بينها ملعب ميجي جينغو للبيسبول، الأقدم في العاصمة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ويشمل المشروع بناء عدد من ناطحات السحاب واستبدال ملاعب البيسبول والركبي الراهنة بأخرى جديدة.
الاثنين، قالت ناطقة باسم شركة التطوير العقاري "ميتسوي فودوسان"، إحدى الجهات المعنية بالمشروع، إنّ 743 شجرة سيتعيّن قطعها.
وكانت المعطيات تشير بداية إلى ضرورة إزالة 892 شجرة من المنطقة، وقالت الناطقة "نواصل البحث في كيفية الحفاظ على أكبر عدد ممكن من الأشجار".
ويشكل حي جينغو غاين "مثالاً استثنائياً عن متنزه مُدني للمواطنين"، ما يجعله "فريداً في تاريخ المتنزهات المُدنية في العالم"، بحسب المجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس).
وقد تتم إزالة نحو 3 آلاف شجرة في المجموع، وفق إيكوموس، وهي منظمة تضمّ خبراء وتقدم توصيات لليونسكو في شأن حماية المواقع التراثية العالمية.
ودعت هذه المنظمة غير الحكومية إلى التراجع فوراً عن المشروع.
ويؤكد معدّو المشروع وحكومة طوكيو أنّ عدد الأشجار ونسبة المساحات الخضراء سيرتفعان مع تجديد الحيّ.
ويحذر المدافعون عن البيئة باستمرار من الضرر المباشر لتلك الأضرار البيئية في تغير المناخ، والذي بات كابوسا يهدد العالم كله.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".