إسبانيا والبرتغال تواجهان موجة حرّ غير معتادة

إسبانيا والبرتغال تواجهان موجة حرّ غير معتادة

يبدأ فصل الخريف في شبه الجزيرة الإيبيرية مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد في هذه الفترة من العام اعتبارا من الجمعة، بحيث تتجاوز أحيانا 35 درجة مئوية، وفق ما ذكرت وكالتا الأرصاد الجوية في إسبانيا والبرتغال.

وقال المتحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإسبانية، روبن ديل كامبو، "في إسبانيا دخلنا في موجة حر مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير طبيعي في هذه الفترة من العام".

وبلغت درجات الحرارة أكثر من 35 درجة مئوية في عدة مدن جنوب إسبانيا بعد ظهر الجمعة.

وتوقع المصدر أن تبلغ موجة الحر ذروتها بين الجمعة والاثنين، بحيث تتجاوز درجات الحرارة 32 إلى 34 درجة في جزء كبير من البلاد.

ويتوقع أن تتجاوز هذه الدرجات المعدل الطبيعي بـ5 إلى 15 درجة.

وستشهد البرتغال المجاورة درجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية بين يومي الجمعة والثلاثاء في جميع أنحاء البلاد باستثناء عدد قليل من المناطق الساحلية، وفق المعهد الوطني للأرصاد الجوية.

وأوضح معهد البحار والغلاف الجوي البرتغالي في بيان أنه رغم أن درجات الحرارة هذه لا يمكن مقارنتها بموجات الحر التي تؤثر على البلاد خلال الأشهر الأكثر حرارة، فإن "الدرجات المتوقعة تتوافق مع حالة غير طبيعية تصل إلى نحو 5- 8 درجات مئوية فوق متوسط المعدل المعتاد لهذا الموسم".

في فرنسا، سجلت نهاية سبتمبر مرة أخرى درجات حرارة غير اعتيادية مع توقع "درجات حرارة ليوم الأحد وخصوصا الاثنين تصل إلى 35 درجة كحد أقصى، من السهول في جنوب غرب البلاد إلى سهول أوفيرنيه الشرقية"، حسب ما أعلن الخبير تريستان إم.

وأضاف أن "درجات حرارة قياسية لشهر أكتوبر قد يتم تجاوزها"، واصفا هذه الظاهرة بأنها "استثنائية".

 التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية