إيران.. استمرار المظاهرات العمالية وظاهرة "انتحار العمال" تمتد إلى مدن أخرى
إيران.. استمرار المظاهرات العمالية وظاهرة "انتحار العمال" تمتد إلى مدن أخرى
شهدت عدة مدن إيرانية، مظاهرات عمالية احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد، كما ذكرت تقارير أن عاملًا في سوق البقالين بطهران أقدم على الانتحار بسبب الضغوط الاقتصادية.
وأفادت تقارير إعلامية بأن متقاعدي "التأمين الاجتماعي" وصناعة صهر الحديد (فولاد) وعمال شركة "فلات قاره" وعمال شركة آغاجاري للنفط والغاز، وكذلك عمال شركة "هفت تبه" لقصب السكر، تظاهروا أمس، الأحد؛ تنديدًا بعدم تلبية مطالبهم، وفق "إيران إنترناشيونال".
وردد العمال المتقاعدون، في مظاهراتهم، هتافات تندد بالسياسات الحكومية والإجحاف الذي يتعرض له العمال.. من هذه الهتافات هتاف "الحكومة والبرلمان.. يظلمان الشعب"، و"عدونا هنا.. يكذبون ويقولون إنها أمريكا"، و"يا رئيسي يا كاذب.. أين وعودك؟"، و"يرفعون شعار الحسين.. ويمارسون الكذب والسرقة".
وقالت وكالة "إيلنا"، في تقرير، حول مظاهرات المتقاعدين في مدينتي كرمانشاه والأهواز: "أهم مطالب هؤلاء المتظاهرين هي رفع سقف أجورهم أعلى من مستوى خط الفقر، وإن هؤلاء العمال يعتقدون أن خط الفقر اليوم بات يعادل 25 مليون تومان، لكن رواتبهم 9 ملايين فقط".
وفي الأسابيع والأشهر الماضية نظم عمال شركة النفط الإيرانية إضرابات ومظاهرات طالبوا خلالها برفع رواتبهم وتحسين ظروف عملهم.
وحسب تقارير حقوقية شهدت إيران عام 2023 ما لا يقل عن 320 تجمعًا عماليًا، و111 إضرابًا، وكانت معظم هذه التجمعات مرتبطة بالمطالبة بتحسين الأجور.
ظاهرة الانتحار تمتد إلى مدن أخرى
في غضون ذلك أعلنت وكالة "إيلنا" أن عاملًا في سوق البقالين في منطقة خاني آباد بطهران، أقدم السبت الماضي، على الانتحار منهيًا أيام حياته.
ونشرت قناة "امتداد" تقريرًا حول ظاهرة انتحار العمال في الفترة الأخيرة، وأجرت مقابلة مع شقيق أحد العمال المنتحرين في مدينة إيلام حيث قال إن شقيقه وزملاءه الآخرين أقدموا على الانتحار بسبب طردهم من العمل وتركهم بلا وظائف.
وأضاف شقيق أحد المنتحرين قائلاً: "شقيقي ومعه 10 من الزملاء كانوا يعملون في شركة نوران الصناعية، لكنهم فوجئوا بإيقافهم عن الدوام وإنهاء عقودهم بعد أن كانوا يعملون في قسم الحراسة بهذه الشركة".
أزمة اقتصادية
وتشهد إيران إلى جانب تداعيات العقوبات الغربية ارتفاع نسبة الفقر نتيجة التضخم وغلاء المعيشة، حيث تسببت تداعيات أزمة التغيرات المناخية وجائحة كورونا وما تلاها من أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا في أزمات اقتصادية متعددة فضلا عن تداعيات أزمة الاحتجاجات الشعبية نتيجة مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر الماضي، بعد 3 أيام على اعتقالها من قِبَل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية