إيطاليا.. فيضانات وانهيارات ثلجية وانقطاع الكهرباء جراء عواصف شديدة
إيطاليا.. فيضانات وانهيارات ثلجية وانقطاع الكهرباء جراء عواصف شديدة
أصدرت السلطات الإيطالية تحذيرات في بعض المناطق، على رأسها بيدمونت وإميليا رومانيا وفينيتو، من الرياح القوية والأمطار والثلوج، وتنبيهاً أصفر في 13 منطقة أخرى، مع إغلاق مواقع البناء والحدائق.
جاء ذلك بعد تعرض البلاد لعواصف شديدة أدت إلى فيضانات وتساقط الثلوج، وانقطاع في التيار الكهربائي، وحالة تأهب قصوى للأنهار، خاصة بشمال إيطاليا، وفق وكالة أنسا الإيطالية للأنباء.
بعد 3 أشهر من طقس معتدل، عاد الشتاء بقوة إلى إيطاليا، وضرب شمال غرب البلاد بعواصف ثلجية عنيفة، حيث تساقطت الثلوج بكثافة على الجبال حول مدينة تورينو، ما أدى إلى تراكم متر من الثلوج في بعض المناطق وتسببت هذه العواصف في انقطاع التيار الكهربائي، وعرقلة حركة المرور على الطرق السريعة والطرق الفرعية، التي أصبح العديد منها غير سالك.
وحذرت السلطات من خطر الانهيارات الجليدية في جبال الألب الغربية، ودعت إلى توخي الحذر في المناطق المنخفضة بسبب احتمال حدوث فيضانات ناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة.
ويعتبر الجزء الغربي في إيطاليا هو الأكثر تضررا، حيث توقفت حركة المرور عل الطرق والتدخل الفوري من قبل رجال الإطفاء، في جنوة، هطلت الأمطار طوال الليل ما أدى إلى حدوث انهيارات أرضية وفيضانات، وملء بعض الشوارع بالمياه والطين.
لا يزال 100 شخص معزولين في موليني دي تريورا، داخل إمبيريا، بسبب الانهيار الأرضي الذي تسبب في انهيار جزء من الطريق المؤدي إلى المدينة.
وفي المناطق الداخلية أيضًا من إمبيريا، أدى انهيار أرضي على طريق لافينيا ألتا إلى عزل 70 شخصًا آخرين، بينما جرف انهيار جليدي أربعة من المتنزهين: تم إنقاذهم أحياء وتم نقل واحد منهم فقط إلى المستشفى.
وفى سالينريمو، أدى انهيار أرضي إلى عزل نحو عشرين منزلا على طول طريق كاسين لونير، في الجزء العلوي من وادي أرميا، بالقرب من السجناء ، وأصبح الوضع معقد أيضًا في بيدمونت، حيث تم إغلاق حوالي ثلاثين طريقًا كإجراء احترازي ضد خطر الانهيارات الثلجية.
وفي مقاطعة تورينو، تم إغلاق الطريق الإقليمي رقم 32 الذي يمتد من فيو إلى أوسيجليو، في وديان لانزو، في بعض الأقسام بسبب تساقط الأشجار المحملة بالثلوج.
وطلب عمداء البلديات المتضررة من تساقط الثلوج بكثافة من المواطنين البقاء في منازلهم والحد من السفر قدر الإمكان.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".