"احتواء إسرائيل.. الفشل الذريع"!
"احتواء إسرائيل.. الفشل الذريع"!
ما يحدث في غزة طوال الأشهر الثمانية الماضية يأخذ العالم إلى واقع جديد ومختلف كثيرًا عمّا كان عليه، وخصوصًا في ما يتعلق بالقانون الدولي والعلاقات الدولية والأخلاقيات الإنسانية، أما في الإقليم فبلا شك أن استمرار إسرائيل في استهداف المدنيين وتدمير غزة وجعلها بقعة غير قابلة للحياة دفع الجميع إلى التفكير مرة أخرى في طريقة التعامل مع إسرائيل ونوعية العلاقة معها.
وما أشار إليه الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات خلال جلسته في منتدى الإعلام العربي في دبي الأربعاء 29 مايو 2025 يؤكد أن على إسرائيل أن تعيد حساباتها وتعيد التفكير في طريقة تعاملها مع الفلسطينيين وفي ردّ فعلها على استفزازات وهجمات حماس وغيرها من التنظيمات التي يرفضها العالم، فقد قال قرقاش إن سياسة الاحتواء مع إسرائيل "فشلت فشلًا ذريعًا".. وعندما يصدر هذا الكلام من مسؤول في دولة اختارت السلام مع إسرائيل وواجهت الانتقادات من محيطها في العالم العربي -بعض الحكومات وبعض الشعوب- فيجب أن تدرك إسرائيل أنها بدأت تفقد رصيدها في المنطقة وأصبحت في موقف صعب تمامًا ومستقبل علاقاتها بدول المنطقة أصبح مجهولًا بعد أن كان واضحًا إلى ما قبل السابع من أكتوبر 2023.
وفي منتدى الإعلام العربي الذي جمع آلاف الصحفيين العرب من جميع الدول العربية كان موضوع فلسطين وأحداث غزة حاضرة بقوة وفي مختلف جلسات المنتدى، فما يحدث في غزة من انتهاكات حقوقية مسّ جميع مناحي الحياة، وكان من الصعب القفز عليها في حدث عربي مهم كمنتدى الإعلام العربي، فحرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير انتهكت بشكل واضح في غزة وأصبحت الحقيقة غائبة في تجاهل واضح لحق أساسي من حقوق الإنسان وهو الحق في معرفة الحقيقة والوصول إلى المعلومة، أما الانتهاكات الأخرى كالتهجير القسري والإبادة الجماعية فقد كانت واضحة بكل أركانها، فضلاً عن انتهاك حقوق الطفولة والحقوق الأساسية للبشر كالحصول على الماء الصالح للشرب وعلى الدواء وعلى الغذاء وعلى المأوى والأمن للمدنيين والأبرياء.
إن ما حدث كان استخفافًا واضحًا بالقانون الدولي وضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقيات والوعود في التعايش والسلام، أما ما يحدث في رفح فهو قمة الإصرار والعناد السياسي المُصِر على تدمير ما تبقى للفلسطينيين من أمل، وهو رفض لسماع صوت العقل.