«فرانس برس»: جفاف نهر الأمازون يعزل المجتمعات الأصلية في كولومبيا ويهدد الحياة التقليدية

«فرانس برس»: جفاف نهر الأمازون يعزل المجتمعات الأصلية في كولومبيا ويهدد الحياة التقليدية

يواجه سكان القرى الأصلية في منطقة الأمازون الكولومبية تحديات غير مسبوقة نتيجة لانخفاض تدفق نهر الأمازون بنسبة 90%، مما يعزل المجتمعات ويصعب عليهم الوصول إلى المواد الأساسية ما يدفعهم نحو العودة إلى الزراعة أو البحث عن حلول بديلة للتكيف مع التحولات البيئية التي قد تغير مستقبلهم إلى الأبد. 

وفي بلدة ليتيسيا، حيث يعيش سكان مجموعة ياغوا، أصبح المسار الذي كان يستغرق 15 دقيقة بالقارب للوصول إلى الإمدادات يستغرق ساعتين سيرًا على الأقدام وفقا لوكالة فرانس برس.

ويعبر فيكتور فاسيلينو، أحد أفراد مجموعة ياغوا، عن الصعوبات التي تواجههم بسبب الجفاف ويقول: "المشي تحت الشمس الحارقة شاق، ومن الصعب السير على الرمال غير الثابتة". تسببت هذه الظروف في جعل حياة السكان أكثر صعوبة مع عدم وجود وسائل نقل أخرى بديلة.

جفاف النهر وتداعياته

أدى الجفاف إلى عزل العديد من القرى الأصلية التي تعتمد على النهر كوسيلة أساسية للتنقل والتجارة. وتعد الأوضاع في ليتيسيا -التي تقع على حدود البرازيل والبيرو- نموذجًا للأزمة التي تعاني منها منطقة الأمازون بالكامل. ووفقًا لوحدة إدارة المخاطر والكوارث، أصبح السكان الأصليون معزولين تمامًا عن العالم بسبب تراجع مياه النهر.

من جانبه، حذر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي من أن هذا الجفاف يتزامن مع أسوأ حرائق شهدتها غابات الأمازون المطيرة منذ عشرين عامًا، مما يزيد من حدة الأزمة المناخية التي تضرب المنطقة.

تأثير الجفاف على المجتمعات المحلية

يواجه السكان المحليون تحديات عديدة تتعلق بالحصول على الطعام والماء. حيث تعبر ماريا سوريا، من مجموعة ياغوا، عن معاناة السكان بقولها: "نضطر للسير لمسافات طويلة لبيع الحرف اليدوية"، مضيفة أن نهر الأمازون، الذي يُعد رئة العالم، لم يعد يحقق الفائدة لسكانه الذين يكافحون للبقاء.

وفي الجانب البيروفي، تعاني القرى من نقص حاد في الغذاء، بينما يشهد الجانب البرازيلي أزمة في الطاقة بسبب انخفاض مستوى المياه في المحطات الكهرومائية. كما يعاني الصيادون المحليون من تراجع المصايد بسبب انخفاض منسوب المياه وظهور الشواطئ الرملية.

يحذر العلماء من أن منطقة الأمازون تقترب من نقطة تحوّل خطيرة، حيث قد يؤدي الجفاف وإزالة الغابات إلى تحول أجزاء كبيرة منها إلى سهول سافانا، مما سيؤثر على التنوع البيئي ويهدد بقاء أكثر من ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات.

العودة إلى الزراعة التقليدية

تحت وطأة التغيرات المناخية، بدأت بعض المجتمعات الأصلية في البحث عن حلول مستدامة. وترى يودوسيا موران، زعيمة مجموعة تيكونا، أن العودة إلى الزراعة التقليدية هي الحل. 

تقول موران: "علينا أن نعمل مجددًا في الأرض ونعود إلى الزراعة"، مشيرة إلى أن الحديقة التي تمتلكها لا تزال تزدهر رغم الجفاف، حيث تزرع فيها الكسافا والفاصوليا والذرة.

وتؤكد موران على أن الصمود هو المفتاح في مواجهة التحديات داعية الجميع للتكيف مع التغيرات الزمنية والتغلب على الصعوبات من خلال العودة إلى الجذور الزراعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية