مخاوف من تفاقم الخسائر.. مربو الماشية في ليبيا يواجهون أزمة تفشي الحمى القلاعية
مخاوف من تفاقم الخسائر.. مربو الماشية في ليبيا يواجهون أزمة تفشي الحمى القلاعية
يعاني مربو الماشية في ضواحي مدينة مصراتة الليبية، من أزمة حادة بعد تفشي الحمى القلاعية، التي أدت إلى هلاك جزء كبير من قطعانهم.
في مزرعة نجم الدين تنتون، يبدو الإسطبل الذي كان يعج بالحياة مهجورًا، بعدما تسببت الحمى القلاعية في وفاة العديد من الأبقار، حيث فقد المربّي الشاب نحو 300 بقرة من أصل 742. وفق تحقيق نشرته وكالة “فرانس برس” الأربعاء.
يصف تنتون، البالغ من العمر 27 عامًا، وضعه بالمأساوي: "لقد دمر المرض سبل معيشتنا، ويبدو المستقبل قاتمًا، كل يوم نفقد المزيد من الأبقار، وبات موتها مسألة وقت بسبب الحمى".
التأثير على المزارعين
تأثرت مدينة مصراتة الليبية، التي تعد مركزًا رئيسيًا لتربية الماشية، بشكل كبير، حيث أبلغ بعض المزارعين عن فقدان ما يصل إلى 70% من قطعانهم.
ويقول سالم البدري، مدير مكتب الصحة الحيوانية في مصراتة، إن الوضع ينذر بكارثة، ووفقًا لتقييمه، فإن معظم الأبقار في مصراتة مصابة، وذبحها بات الخيار الوحيد للقضاء على الوباء.
تأثير على المستهلكين والاقتصاد
كما تأثرت أسعار اللحوم ومنتجات الألبان بشكل ملحوظ، مع انخفاض أعداد الماشية، حيث انخفض إنتاج الحليب في منطقة مصراتة من 70 ألف لتر يوميًا إلى 20 ألف لتر، كما أضاف انتشار مرض الجلد العقدي إلى معاناة المزارعين، إذ أثر سلبًا على صادرات الجلود الليبية.
المربون ينتقدون بطء الاستجابة
وانتقد المزارعون عدم الاستجابة السريعة للأزمة، خصوصًا في ما يتعلق بتوفير اللقاحات في الوقت المناسب، ويشير البدري إلى أنه لو تم توفير اللقاحات في نوفمبر الماضي لكان من الممكن تجنب هذه الكارثة.
ويرى المزارعون أن تأخر الحكومة في صرف الأموال وتوزيع اللقاحات أدى إلى تفاقم المشكلة، حيث يعتمدون بشكل كامل على هذه الحيوانات في معيشتهم.
مطالبات بالتعويض والدعم الحكومي
وطالب المربون الحكومة بتقديم تعويضات عن خسائرهم، بالإضافة إلى توفير اللقاحات بشكل دوري.
ويقول نجم الدين تنتون الذي تضرر بشدة جراء فقدان أبقاره، إن مشروعه أصبح مدينًا وكل شيء يسير نحو الخسارة، لافتا إلى أن إنتاج الحليب انخفض بشكل حاد، من 15 ألف لتر يوميًا إلى 3500 لتر فقط.
ويؤكد علي غباق، وهو أحد المربين الآخرين، أن الاستمرار في هذا القطاع بات محفوفًا بالمخاطر، ولا يعرف إذا ما كانوا سيتمكنون من التغلب على هذه الأزمة.
وتعد الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى، يصيب الأبقار، وغالبًا ما يكون مميتًا للصغار منها، ورغم أن الإعدام هو الحل الفعّال لوقف انتشار المرض، فإن العديد من المزارعين يواجهون تحديات كبيرة، خاصة أن المرض انتشر في معظم مناطق ليبيا، بدءًا من الشرق، قبل أن يصل إلى الغرب.