«أسوشيتد برس»: إسرائيل تعمّدت استهداف مستشفيات غزة دون أدلة على أنشطة عسكرية

كشف تقرير إعلامي أمريكي عن استهداف إسرائيل لمستشفيات في قطاع غزة دون تقديم أدلة تدعم مزاعمها بوجود أنشطة عسكرية داخلها، ما تسبب في خسائر فادحة بالأرواح، وألحق دمارًا كبيرًا في البنية التحتية الطبية، ونشر الخوف بين العاملين والمرضى. 

وقالت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير لها الأحد، إن الهجمات التي طالت مستشفيات العودة، والإندونيسي، وكمال عدوان، جاءت في ظل حصار شديد تفرضه إسرائيل على القطاع الصحي في شمال غزة.

شهادات ومقابلات

وأوضح التقرير، الذي استمر العمل عليه عدة أشهر، أن الوكالة جمعت شهادات ومقابلات من مرضى وشهود عيان وأطباء ومسؤولين، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين. ووفقًا لمصادر الوكالة، فإن إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل يدعم ادعاءاتها باستخدام حماس لهذه المستشفيات كقواعد عسكرية.

خطر دائم

ورغم الحماية الخاصة التي توفرها القوانين الدولية للمرافق الصحية، فإن إسرائيل واصلت استهداف المستشفيات، مهاجمةً ما لا يقل عن 10 منشآت صحية في أنحاء غزة، ومُحاصِرةً ثلاث مستشفيات رئيسية في الشمال، هي كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، مما يضع الفرق الطبية والمرضى في خطر دائم.

غياب الأدلة

وأشار التقرير إلى قيام إسرائيل بإنتاج فيلم دعائي يصور مستشفى الشفاء كقاعدة عمليات لحماس، إلا أنها لم تقدم أدلة ملموسة تدعم هذا الادعاء، وأظهرت تحقيقات الوكالة أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم سوى دليل واحد فقط يتمثل في فتحة نفق في مستشفى الشفاء.

وتؤكد الوكالة أن هذه الهجمات المتعمدة تمثل اعتداءً على النظام الصحي وتندرج تحت سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية التحقيق في هذه الانتهاكات المستمرة.

الحرب على غزة

وتشن إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً على غزة منذ أكتوبر 2023، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل المئات، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وفقا للبيانات الفلسطينية أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى استشهاد أكثر من 43 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 100 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة وفقا للسلطات الصحية في غزة وسط مطالبات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب.