«اليونيسف»: موجات حر وفيضانات تهدد حياة ملايين الأطفال خلال العقود المقبلة
«اليونيسف»: موجات حر وفيضانات تهدد حياة ملايين الأطفال خلال العقود المقبلة
حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تضاعف الأزمات المناخية التي تهدد حياة الأطفال بحلول 2050-2059، بما في ذلك زيادة عدد الأطفال المعرضين لموجات الحر الشديدة 8 أضعاف، وزيادة الفيضانات 3 أضعاف، وحرائق الغابات بمقدار الضعفين مقارنة بالعقد الأول من القرن الـ21.
وأكد المنظمة في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن التأثيرات المناخية تختلف حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأطفال، حيث تزداد خطورة هذه الصدمات على الأطفال الأكثر حرمانًا من الموارد الأساسية مثل المأوى والرعاية الصحية والتعليم.
الفجوة الرقمية
وأشار البيان إلى أن التفاوت في الوصول إلى التكنولوجيا يمثل تحديًا كبيرًا، حيث يتصل أكثر من 95% من سكان الدول ذات الدخل المرتفع بالإنترنت، مقارنة بـ26% فقط في الدول منخفضة الدخل، مؤكداً أن هذا التفاوت يعمق الفجوة الرقمية ويحد من استفادة الأطفال من المهارات الرقمية اللازمة للمستقبل.
وتوقعت "اليونيسف" زيادة معدل التعليم الابتدائي عالميًا إلى 96% بحلول خمسينيات القرن الحالي، مقارنة بـ80% في العقد الأول من القرن الـ21.
الاستثمار في مستقبل الأطفال
حثت المديرة العامة لليونيسف، كاثرين راسل، زعماء العالم على اتخاذ تدابير عاجلة لضمان حقوق الأطفال وحمايتهم من التحديات المناخية والتكنولوجية، كما دعت المنظمة إلى الاستثمار في التعليم والبنية التحتية المستدامة، وضمان بيئة رقمية آمنة للأطفال.
وأكد المتحدث باسم اليونيسف في بلجيكا، فيليب هينون، ضرورة أن تظل حقوق الأطفال هي البوصلة لتجاوز التحديات العالمية، مشددًا على أهمية بناء مستقبل يُعطي الأولوية للأمن والمساواة والفرص لكل طفل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.