الأمم المتحدة: أكثر من 540 ألف شخص فروا إلى سوريا جراء الحرب في لبنان

الأمم المتحدة: أكثر من 540 ألف شخص فروا إلى سوريا جراء الحرب في لبنان
عائلات سورية ولبنانية فرت من العنف المتصاعد في لبنان

 

قالت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنو، إن أكثر من 540 ألف شخص فروا الآن إلى سوريا جرَّاء الحرب في لبنان منذ أواخر سبتمبر، أكثر من نصفهم من الأطفال، وإن ثلثيهم من السوريين.

ورحبت المسؤولة الأممية، في كلمتها أمام مجلس الأمن الخميس، باستعداد الحكومة السورية المستمر لإبقاء حدودها مفتوحة وتسهيل الدخول إلى البلاد، لكنها أشارت إلى أن الغارات الجوية المستمرة على طول الحدود جعلت المعابر أكثر خطورة.

 وقالت إن الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية تعرقل عبور المركبات لاثنين من المعابر الحدودية الرسمية الخمسة، بما في ذلك معبر جديدة يابوس الرئيسي في ريف دمشق، والذي عبره نصف الوافدين حتى الآن، وأدى إلى تعقيد جهود الإغاثة.

وأضافت أن الناس لجؤوا إلى التنقل عبر المعابر سيرا على الأقدام أو البحث عن طرق بديلة أطول وأكثر خطورة، وقالت: "من الأهمية بمكان اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك عمال الإغاثة".

النقص المدمر للتمويل

وأوضحت أنه على الرغم من هذا الوضع المأساوي، لم يتم استلام سوى 55 مليون دولار من النداء المشترك بين الوكالات البالغ 324 مليون دولار، والذي تم إطلاقه في أوائل أكتوبر بقيادة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وقالت وسورنو: "نفعل ما بوسعنا، بما في ذلك بالموارد الموجودة في متناول اليد. لكن هذا ليس مستداما في بلد يحتاج فيه 16.7 مليون شخص -أكثر من 70 في المئة من السكان- إلى المساعدة بالفعل".

تداعيات نقص الخدمات

وتفيد تقارير بأن بعض العائلات اللبنانية بدأت بالفعل في العودة بسبب نقص الخدمات وظروف المعيشة السيئة في سوريا، وأكدت أن المنطقة الشمالية الشرقية -حيث وصل أكثر من مئة ألف شخص- تواجه أيضا تفشيا محتملا للكوليرا، مع الإبلاغ عن أكثر من 270 حالة مشتبه بها ووفاة واحدة حتى الآن، بما في ذلك العديد من الحالات في مخيم الهول المزدحم.

وما يزيد الأمور سوءا هو أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لا يزال عند 28 في المئة فقط، وفقا لمسؤولة الأوتشا التي ركزت على التأثير المقلق على الأمن الغذائي وقالت: "يواجه ما يقرب من 13 مليون شخص بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد في سوريا -خامس أعلى إجمالي عالمي- بينما اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض مساعداته بنسبة 80 في المئة في العامين الماضيين بسبب تخفيضات التمويل".

عواقب وخيمة

وأكدت وسورنو أنه ما لم يتم تلقي مزيد من التمويل، "ستكون العواقب وخيمة"، خاصة مع حلول فصل الشتاء، مشددة أنه بدون تمويل إضافي، من المرجح أن ترتفع حالات التهابات الجهاز التنفسي والاستشفاء، وخاصة بين الأطفال الصغار.

وقالت إن شح الموارد يجعل الوصول الإنساني المباشر والفعال عبر جميع الطرق المتاحة أكثر أهمية، ورحبت بتمديد الحكومة السورية الإذن للأمم المتحدة باستخدام معبري باب السلام والراعي الحدوديين لتقديم المساعدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا حتى 13 فبراير 2025.

وأشارت إلى أن نقص التمويل يعزز أيضا أهمية تقوية الاستثمار في التعافي المبكر بموجب خطة الاستجابة الإنسانية واستراتيجية التعافي المبكر الجديدة، وخاصة في قطاعات إنتاج الغذاء والصحة والمياه والتعليم والطاقة، "والتي تضررت جميعها بسبب سنوات من الصراع والأزمة الاقتصادية".

تصعيد الهجمات

ومنذ 23 سبتمبر الماضي، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوّية على مناطق تُعتبر معاقل لحزب الله قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها، وبدأت هجوما بريا في جنوب لبنان بعد تبادل للقصف مدى سنة مع حزب الله عبر الحدود.

ويعاني لبنان منذ فترة طويلة من أوضاع سياسية واقتصادية معقدة، تفاقمت بسبب الصراعات الإقليمية والتوترات الداخلية. 

وازدادت الأوضاع سوءاً في الفترة الأخيرة مع تصاعد التوترات الأمنية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية