«التكايا».. أمل الجائعين في غزة تحت الحصار الإسرائيلي
«التكايا».. أمل الجائعين في غزة تحت الحصار الإسرائيلي
في مشهد يعكس قسوة الحياة في قطاع غزة، يصطف أطفال ونساء ورجال حاملين أواني وصحوناً وبقايا علب معلبات، على أمل الحصول على طعام من التكايا، هذه المبادرات الخيرية تقدم وجبات للنازحين، لكنها لا تكفي لسد جوعهم في ظل نقص حاد في المواد التموينية الأساسية كالطحين والأرز.
أسواق فارغة وأسعار باهظة
فقدت الأسواق في غزة المواد التموينية الضرورية، وإن توفرت تكون بأسعار تفوق قدرة السكان الذين يواجهون أزمة مالية خانقة بسبب الحصار الإسرائيلي والعدوان المستمر منذ أكثر من عام، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
معاناة الأسر مع الطوابير والجوع
تروي أم فارس، وهي أم لخمسة أطفال، أنها أمضت ثلاثة أيام في طابور التكية دون أن تحصل على طعام بسبب كثرة الناس وقلة الموارد، وأشارت إلى أن أطفالها لم يتناولوا الطعام منذ ثلاثة أيام.
أما علاء أبو نصر، وهو نازح يعول عائلة كبيرة تضم 45 فرداً بين أبناء وأحفاد، فإنه يعتمد على التكية لتوفير طعام يومي لا يكفيهم، ورغم قلة الخيارات المتاحة، يعتبر من يحظى بها محظوظاً.
يونس أبو سليمان، من ذوي الإعاقة الحركية، يرسل أبناءه إلى التكية للحصول على الطعام، لكنهم أحياناً يعودون كما ذهبوا، ما يدفعهم لطلب المساعدة من جيرانهم.
تكايا مهددة بالإغلاق
أوضح أحد منسقي التكايا أن المبادرات الخيرية ساعدت في تخفيف معاناة السكان، لكن نقص الإمدادات وإغلاق المعابر أجبر بعض التكايا على تعليق أعمالها أو تقليص نشاطها.
وأشار مشرف مطبخ تكية إلى أن الوضع الحالي ينذر بمجاعة حقيقية، مؤكداً الحاجة الملحة لدعم مستدام للحفاظ على عمل التكايا.
الجوع كسلاح حرب
اتهم فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، الجيش الإسرائيلي باستخدام الجوع كسلاح ضد سكان غزة، وأطلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان نداء استغاثة للأمم المتحدة للضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال إمدادات الغذاء.
لم تقتصر معاناة غزة على نقص الغذاء، بل امتدت لاستهداف الجيش الإسرائيلي العاملين في التكايا والمطابخ الخيرية، ما أسفر مؤخراً عن استشهاد أربعة منهم وتعليق عمل مطبخ عالمي، ما عمّق الأزمة الإنسانية في القطاع.