في يومهم الدولي.. حماية حق المهاجرين في الصحة مسؤولية إنسانية

يحتفل به في 18 ديسمبر من كل عام

في يومهم الدولي.. حماية حق المهاجرين في الصحة مسؤولية إنسانية
مهاجرون غير شرعيين (أرشيفية)

يحتفل العالم في 18 ديسمبر من كل عام، باليوم الدولي للمهاجرين، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على حقوق المهاجرين وإسهاماتهم في المجتمعات التي يستقرون فيها، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهونها.

ويعكس موضوع هذا العام، والذي يتمحور حول "ضمان حصول المهاجرين على الرعاية الصحية طوال رحلتهم"، أهمية توفير الدعم الصحي للمهاجرين في جميع مراحل هجرتهم، من لحظة مغادرتهم لوطنهم حتى وصولهم إلى وجهتهم النهائية.

تاريخ اليوم ونشأته

تقرر الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين في الرابع من ديسمبر عام 2000 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك إثر زيادة أعداد المهاجرين في العالم، وقد اختير 18 ديسمبر ليكون هذا اليوم تكريمًا لاعتماد الجمعية العامة في عام 1990 للاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.

ووفقًا للقرار A/RES/55/93، دعت الجمعية العامة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى الاحتفال بهذا اليوم من خلال نشر الوعي حول حقوق الإنسان للمهاجرين، وتبادل الخبرات، وتعزيز إجراءات حماية حقوقهم.

اليوم الدولي للمهاجرين 2024

يركز اليوم الدولي للمهاجرين العام الحالي على أهمية ضمان سلامة المهاجرين من خلال تحسين فرصهم في الحصول على الرعاية الصحية طوال رحلتهم، حيث يُعتبر المهاجرون جزءًا حيويًا من المجتمعات، ليس فقط لأنهم يعززون الاقتصادات المحلية، بل أيضًا لأنهم يسهمون في العديد من المجالات، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية، ففي العديد من البلدان الأوروبية، يشكل المهاجرون نسبة كبيرة من العاملين في الرعاية الصحية، حيث تشير التقديرات إلى أن 23% من الأطباء و14% من الممرضات في 31 دولة أوروبية مولودون في الخارج.

وعلى الرغم من هذه الإسهامات الكبيرة، يواجه المهاجرون تحديات كبيرة، أبرزها ضمان حصولهم على الرعاية الصحية في كل مرحلة من مراحل هجرتهم، يعتبر هذا الحق في الصحة أمرًا أساسيًا، ويجب أن يتمتع به المهاجرون في كل خطوة من خطوات رحلة هجرتهم، وذلك لضمان تمتعهم بصحة جيدة ومساهمتهم الفعّالة في المجتمعات المضيفة.

تحديات يواجهها المهاجرون

منذ عام 2014، لقي ما يقرب من 70 ألف مهاجر حتفهم أو اختفوا أثناء رحلاتهم البرية والبحرية، ويُحتمل أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، وتُعتبر هذه الخسائر البشرية مأساة إنسانية صامتة تواصل التأثير على أسر المهاجرين والمجتمعات بأكملها.

في هذا السياق، تقدم الأمم المتحدة تقريرها الثالث للأمين العام حول تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة والتنمية لعام 2024، والذي يتضمن توصيات حاسمة تتعلق بالمساعدة الإنسانية للمهاجرين الذين يواجهون محنة، كما يتضمن مقترحات لمنع فقدان الأرواح وتعزيز جهود البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.

تحسين الرعاية الصحية للمهاجرين

في خطوة لتعزيز صحة المهاجرين، تعمل منظمة الصحة العالمية مع المنظمة الدولية للهجرة لضمان حصول المهاجرين على الرعاية الصحية في جميع مراحل هجرتهم.

ووفقًا للتقديرات، يعيش نحو 86.7 مليون مهاجر دولي في أوروبا، مما يجعل المنطقة الأوروبية تستضيف أكبر عدد من المهاجرين الدوليين، ويعد توفير الرعاية الصحية للمهاجرين ليس مجرد مسألة إنسانية، بل هو أيضًا استثمار في رفاهية المجتمعات المضيفة، حيث يساعد في تعزيز الاقتصاد ومرونة السكان.

وفي أكتوبر 2023، تم اعتماد "خطة العمل لصحة اللاجئين والمهاجرين في منطقة منظمة الصحة العالمية الأوروبية 2023-2030" التي تحدد أولويات استراتيجية لضمان استفادة اللاجئين والمهاجرين من التغطية الصحية الشاملة.

وتشمل هذه الأولويات تنفيذ سياسات وإجراءات للحد من مخاطر الطوارئ والكوارث، وتطوير بيئات شاملة تعزز الصحة العامة والإدماج الاجتماعي، وتعزيز حوكمة صحة الهجرة باستخدام بيانات وسياسات مستندة إلى الأدلة.

التعاون الدولي والعمل الجماعي

يتطلب ضمان حقوق المهاجرين في الصحة التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع المكاتب الإقليمية الأخرى لتحسين استراتيجيات الوصول العادل إلى الرعاية الصحية عبر المناطق المختلفة، كما يتم تشجيع الدول على تطوير سياسات تشمل المهاجرين في أنظمة الرعاية الصحية الأولية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.

ومن خلال دعم الهجرة الآمنة والمنتظمة وضمان الوصول المستمر إلى الرعاية الصحية، يمكن تحسين فرص المهاجرين في الاندماج والازدهار في المجتمعات المضيفة.

 وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن ضمان حصول المهاجرين على الرعاية الصحية هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع مزدهر يعزز الرفاهية للجميع.

مستقبل الهجرة والصحة

في المستقبل، تهدف منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز أبحاث الصحة والهجرة لمواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها المهاجرون، ستتم دراسة الأسباب الجذرية للمشاكل الصحية التي يواجهها المهاجرون، بما في ذلك الفقر والتمييز ونقص التعليم، والعمل على تحسين سياسات الصحة والهجرة بشكل يضمن حقوق المهاجرين الصحية.

ويؤكد هذا اليوم أهمية العمل الجماعي لضمان أن تكون الهجرة آمنة قدر الإمكان، ويشجع على تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية لضمان أن يتمكن المهاجرون من الاستفادة من حقهم الأساسي في الصحة في كل مرحلة من مراحل رحلتهم.

ويُعد اليوم الدولي للمهاجرين فرصة للتذكير بأهمية تعزيز حقوق المهاجرين والعمل الجماعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تشمل توفير الرعاية الصحية الجيدة للجميع، سواء في بلدانهم الأصلية أو في البلدان التي يستقبلونها، وبتحقيق هذا الهدف يمكن تحقيق مجتمع عالمي أكثر صحة وازدهارًا.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية