«الإيكونوميست»: ترامب يكسب تأييد العمال ويثير مخاوف النقابات
«الإيكونوميست»: ترامب يكسب تأييد العمال ويثير مخاوف النقابات
كشفت مجلة "الإيكونوميست"، عن أن النقابات العمالية في الولايات المتحدة شهدت عامًا حافلًا بالإنجازات، فقد عاد 33 ألف عامل من عمال الطيران إلى وظائفهم في شركة "بوينغ" بعد تحقيقهم زيادة في الأجور بنسبة 38% خلال أربع سنوات، جاء هذا الانتصار بعد إضراب دام 7 أسابيع أدى إلى تعطيل الإنتاج في الشركة العملاقة لصناعة الطائرات.
وخاض عمال الموانئ إضرابًا آخر في أكتوبر، حيث توقف 47 ألف عامل عن العمل لمدة 3 أيام في موانئ رئيسية، كما هدد أعضاء اتحاد سائقي الشاحنات بتنفيذ إضراب في مستودعات أمازون بنيويورك.
وتكررت هذه التحركات، حيث أظهر تقرير لمكتب إحصاءات العمل أن 29 توقفًا عن العمل ضم كل منها أكثر من 1000 عامل وقع بين يناير ونوفمبر، مقارنةً بـ33 إضرابًا طوال العام الماضي.
تزايد الدعم للنقابات
ارتفع الدعم الجماهيري للنقابات بشكل ملحوظ، وأظهرت استطلاعات مؤسسة "غالوب" أن معدلات التأييد للنقابات بلغت أعلى مستوياتها منذ الستينيات.
وأفادت "الهيئة الوطنية لعلاقات العمل" بزيادة طلبات إجراء تصويت على تشكيل نقابات بنسبة 25% مقارنة بالعام السابق.
واصلت النقابات إثبات تأثيرها في قضايا أخرى، مثل رفض اتحاد عمال الصلب صفقة استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية على شركة "يو أس ستيل" وفي قرار آخر، أوقفت محكمة اندماج سلسلتي البقالة "كروغر" و"ألبرتسونز"، ما عزز جهود لجنة التجارة الفيدرالية في حماية حقوق العمال.
ترامب وتغير التحالفات
وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتقديم دعم غير مسبوق للعمال، واختار لوري تشافيز-دريمر، المؤيدة للنقابات، لمنصب وزير العمل.
وأشاد شون أوبراين، زعيم اتحاد سائقي الشاحنات، بهذا الاختيار باعتباره دلالة على اهتمام ترامب بقضايا العمال.
وأثار مقربون من ترامب قلق النقابات فقد عُرف إيلون ماسك، المقرب من ترامب، بموقفه المناهض للنقابات، وعارض ماسك محاولات تنظيم العمال في مصانع "تسلا"، ما ساهم في تقليص تكاليف الإنتاج مقارنة بمصانع السيارات في ديترويت.
تراجع الزخم النقابي
توقعت بعض الأوساط العمالية تراجع الزخم الذي شهدته النقابات خلال فترة حكم بايدن، فقد شكلت ظروف اقتصادية، مثل التضخم المرتفع ونسب التوظيف شبه الكاملة، عاملًا رئيسيًا في نجاح الإضرابات، ومع تولي ترامب المحتمل للمنصب، قد لا يحظى العمال بنفس الدعم من وكالات مكافحة الاحتكار.
وأكد توماس كوتشان، أستاذ العلاقات الصناعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن تأثير وزير العمل في إدارة ترامب سيكون محدودًا، واعتبر كوتشان أن طبقات المستشارين المقربين من ترامب لن تكون داعمة لقضايا العمل.
اختبار القوة في قطاع الموانئ
واجه عمال الموانئ اختبارًا فعليًا لقوة دعم ترامب، فقد أنهى الإضراب الأخير في أكتوبر بموافقة العمال على زيادة أجور بنسبة 60%، لكن الخلافات حول الأتمتة لا تزال قائمة، إذ حدد الطرفان موعدًا نهائيًا للاتفاق في 15 يناير.
ودعم ترامب موقف العمال مؤقتًا بعد لقائه زعماء النقابات، حيث كتب على منصة "تروث سوشال" أن أتمتة الموانئ ستكلف الاقتصاد الأمريكي خسائر باهظة.
تباين المواقف بين النقابات
اضطرت بعض النقابات إلى تكييف مواقفها مع سياسة ترامب، ركزت نقابات الصناعات الثقيلة على حماية الوظائف في قطاعها، بينما شهدت نقابات قطاع الخدمات، مثل عمال ستاربكس وأمازون، نموًا في نشاطها.
واختتمت "الإيكونوميست" تقريرها، مشيرة إلى استعداد العمال والنقابات لمواجهة مستقبل محفوف بالتحديات، وأنه بينما قد يكسب ترامب تأييد العمال، ستبقى علاقته مع النقابات الكبرى محل اختبار دائم.