حرائق لوس أنجلوس.. حين يتحوَّل المشهد إلى مأساة إنسانية

حرائق لوس أنجلوس.. حين يتحوَّل المشهد إلى مأساة إنسانية
أحد المنازل المحترقة في لوس أنجلوس

من الجو، يبدو أن حرائق لوس أنجلوس في الولايات المتحدة التي اجتاحت مناطق مثل باسيفيك باليسايدس وماليبو أشبه بعواقب كارثية؛ حين النظر إليها من السماء كانت المنازل التي هاجمها الحريق على ساحل ماليبو تُعتبر قليلة، لكن الحال اختلفت تمامًا عند الاقتراب من حي باسيفيك باليسايدس، الذي تحول إلى مشهد من الأنقاض المتفحمة.

في هذه المنطقة الراقية، اختفت مئات المنازل تحت ركام الحريق الهائل، الذي أتى على نحو 7700 هكتار في لوس أنجلوس؛ ما كان يعد يومًا حيًا يعج بالحياة والرفاهية أصبح الآن مساحة خالية من البشر، مع شوارع عارية لم يبقَ فيها سوى بقايا حطام وآثار الدخان المنبعث من الهياكل المحترقة، وفق فرانس برس.

أحد المنازل المحترقة في لوس أنجلوس

قلق مستمر من وجود ضحايا 

بينما تواصل فرق الإطفاء عملها، تشير التقارير إلى أن "آلاف" الأبنية قد تضررت أو دُمّرت تمامًا جراء الحريق الذي دمر منطقة باسيفيك باليسايدس، ومع تزايد الأضرار، تم تداول أنباء عن العثور على بقايا بشرية في مواقع الحريق، الأمر الذي زاد من عمق المأساة، لكن السلطات الأمريكية لم تُؤكد رسميًا هذه التقارير، مما جعل حالة من القلق والحزن تسيطر على المنطقة.

الصراع مع الطبيعة

وتبقى واحدة من أبرز اللحظات الإنسانية المؤلمة هي التصريحات التي أُدليت من المدعي العام في منطقة لوس أنجلوس، الذي قال إن مشهد مروره عبر حي باسيفيك باليسايدس ليطمئن على منزل شقيقته كان أشبه بـ"نهاية العالم"، لا شيء يمكن أن يعدّل هذه الكارثة في ذاكرة هؤلاء الذين شهدوا فقدان منازلهم وأحلامهم في لحظة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إن الحرائق هي الأكثر دماراً في تاريخ ولاية كاليفورنيا. وتابع بايدن، الذي تبقى له أيام قليلة في منصبه: "هذه هي أكثر الحرائق تدميرا في تاريخ كاليفورنيا"، مضيفا: "تم إجلاء 360 ألف شخص حتى الآن".

وأعلنت شركة أكيو ويذر الخاصة، التي تقدم بيانات حول الطقس وتأثيراته، الخميس عن زيادة تقديراتها للأضرار والخسائر الاقتصادية إلى ما  يتراوح بين 135 و150 مليار دولار.

بينما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل في ظروف صعبة، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه المدينة، التي تحمل في جدرانها ذكريات الأجيال، من التعافي من هذه الكارثة الإنسانية؟



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية