أهالي ضحايا الطائرة اليمنية المحطمة في 2009 يطالبون المحكمة بتحديد المسؤوليات

أهالي ضحايا الطائرة اليمنية المحطمة في 2009 يطالبون المحكمة بتحديد المسؤوليات
جزء من الطائرة اليمنية المحطمة

تبدأ في العاصمة الفرنسية باريس، غداً الاثنين، محاكمة شركة الخطوط الجوية اليمنية على خلفية تحطم طائرتها قبالة جزر القمر في 30 يونيو 2009، ما أودى بـ152 شخصاً.

وأوضح رئيس جمعية الضحايا سعيد السوماني، أن القضية ستتناول خصوصا التقصير وعدم المسؤولية اللذين تضافرا مع السعي لكسب المال ما أدى إلى الكارثة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال السوماني: في ما يتعلق بالتعويضات، عرقل محامو شركات التأمين الإجراءات، ما يفسر سبب عدم تلقي جميع العائلات تعويضات حالياً، بل الثلثين فقط، وهو أمر فاضح وغير إنساني.. مشيرا إلى أن أهالي ضحايا الطائرة بعد ثلاثة عشر عامًا من الانتظار ونفاد الصبر، يطالبون المحاكمة الجنائية بتحديد المسؤوليات المختلفة على كل المستويات.

وقت طويل 

قال سعيد السوماني: "13 عاما وقت طويل. إنه أمر مرهق نفسيا ومعنويا وحتى جسديا. ولكن بعد 13 عاما من الانتظار والصبر ستبدأ المحاكمة أخيرا".

المفارقة أن لا أحد من ممثلي الشركة المتهمة سيكون حاضرا في قاعة المحكمة بسبب النزاع المستمر في اليمن، بحسب محامي الشركة.

تم سحب الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة بعد بضعة أسابيع من الحادث الذي يبقى الأخطر في تاريخ جزر القمر، الأرخبيل الواقع بين موزمبيق ومدغشقر، لكن التحقيق بقي متعثرا.

وأخذت السلطات الفرنسية في مرحلة ما على المسؤولين في جزر القمر عدم تعاونهم، فيما اتهمت عائلات الضحايا اليمن بممارسة ضغط للحؤول دون توجيه اتهام إلى الشركة الوطنية.

التحقيقات خلصت الى أن الطائرة، من طراز آيرباص أنجز صنعها عام 1990، لم تكن في حال سيئة، واستبعدت أيضا الفرضيات المرتبطة بسوء حال الطقس أو تعرض الطائرة لصاعقة أو صاروخ.

واستنادا إلى تسجيلات الرحلة، خلصت التحقيقات إلى أن الحادث نتج من "أنشطة في غير محلها للطاقم عند الاقتراب من مطار موروني، أدت إلى فقدان السيطرة على الطائرة".

وفي ما يتجاوز "الأخطاء المأساوية المنسوبة الى الطيارين"، فإن قضاة التحقيق اعتبروا أن الشركة اليمنية أخطأت في إبقاء الرحلات الليلية الى موروني رغم أعطال قديمة في أنظمة الإنارة يعانيها المطار، إضافة إلى "ثغرات" في تدريب الطيارين.

من جانبه، قال محامي الشركة، ليون ليف فورستر، إن "الشركة اليمنية لا تزال مطبوعة بهذه الكارثة، وخصوصا بالنسبة إلى الضحايا، لكنها تدفع رغم ذلك ببراءتها وتؤكد عدم مسؤوليتها عما حصل".

وأضاف: "كان هناك ثغرات لكنها غير مسؤولة عنها وسيتجلى ذلك خلال الجلسات".

تحقيقات وكتاب

يمثل الجانب المدني نحو 560 شخصا يتحدر عدد كبير منهم من منطقة مرسيليا حيث يقيم العديد من الضحايا.

والناجية الوحيدة التي خسرت أمها في الحادث ستدلي بشهادتها في 23 مايو.

روت بهية بكاري في تحقيقات مصورة وكتاب ما شعرت به لحظة التحطم من "اضطرابات"، ولا تذكر سوى أنها وجدت نفسها في الماء حيث سمعت "نساء يصرخن".

وأكد محامي الجانب المدني كلود لينار أن أقرباء الضحايا "مستعدون للإصغاء والتفهم".

وأبدى لينار أسفا كبيرا لغياب ممثلي الشركة اليمنية التي استأنفت أخيرا رحلاتها التجارية في صنعاء إثر إعلان هدنة، لافتا إلى "محاكمة مجتزأة".

أما الجمعية التي تمثل الضحايا فأفادت بأن نحو ثلثي عائلات هؤلاء حصلوا على تعويضات بعد معركة قضائية استمرت أعواما.

ووقع حادث تحطم طائرة "إيه 310" قبالة جزر القمر في 2009، وأسفر عن مقتل 152 شخصا ولم ينجُ سوى فتاة واحدة في الثانية عشرة.

مساء 29 يونيو 2009، كانت الطائرة اليمنية (الرحلة 626) تستعد للهبوط في موروني عاصمة جزر القمر وعلى متنها 11 شخصا هم أفراد الطاقم و142 راكبا بينهم 66 فرنسيا.. وكان هؤلاء غادروا باريس ومرسيليا وبدلوا الطائرة في العاصمة اليمنية صنعاء.

ولكن قبل الوصول إلى الساحل ببضعة كيلومترات، وتحديدا في الساعة 22,53 بالتوقيت المحلي، تحطمت الطائرة في المحيط الهندي قبل أن تغرق في مياهه. وأسفر الحادث عن مصرع جميع من كانوا فيها باستثناء ناجية وحيدة هي بهية بكاري التي تمسكت في البحر بقطعة من الطائرة طوال 11 ساعة قبل أن ينقذها زورق صيد في اليوم التالي للحادث.

وعلى مدى أربعة أسابيع، ستنظر محكمة الجنايات في باريس في مسؤولية الخطوط اليمنية عن هذا الحادث، علما أنها تواجه غرامة بقيمة 225 ألف يورو (نحو 237 ألف دولار) للتسبب بقتل وجرح غير متعمدين.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية