شرطة باريس تخلي مسرح «غايتي ليريك» من المهاجرين بعد احتلاله لأشهر
شرطة باريس تخلي مسرح «غايتي ليريك» من المهاجرين بعد احتلاله لأشهر
نفذت شرطة باريس، اليوم الثلاثاء، عملية إخلاء واسعة لمسرح غايتي ليريك، الذي كان يحتله مئات المهاجرين غير النظاميين منذ ديسمبر 2024، وسط احتجاجات متصاعدة ومواجهات مع قوات الأمن.
تعود جذور الواقعة إلى أواخر العام الماضي، عندما حصل مجموعة من المهاجرين على تذاكر مجانية لحضور عرض مسرحي، إلا أنهم رفضوا المغادرة بعد انتهائه، ما أدى إلى تحول المسرح إلى ملجأ مؤقت لهم، بحسب ما ذكرت صحيفة Challenges الفرنسية.
ووفق التقارير، كان ما يقارب 450 مهاجراً يقطنون المبنى حتى لحظة الإخلاء، معظمهم دخلوا فرنسا بطريقة غير قانونية.
عملية إخلاء متوترة
عند الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي، بدأت قوات الشرطة بإخلاء المبنى، في عملية شهدت حضور مئات المتظاهرين المناهضين للطرد، الذين احتشدوا دعماً للمهاجرين.
وأفادت صحيفة Challenges، بأن المواجهات اتسمت بالتوتر والعنف، حيث استخدمت الشرطة الهراوات، وسط صيحات المحتجين المطالبين بوقف العملية.
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن شاهد عيان، أن قوات الأمن اقتحمت المبنى في الدائرة الثالثة، فيما شوهد المهاجرون وهم يغادرون ومعهم أمتعتهم القليلة، في حين تُرك العديد من الحقائب أمام المسرح.
وأثارت العملية انتقادات من بعض الشخصيات السياسية، حيث وصفت النائبة اليسارية دانييل سيموني التدخل بأنه "عنيف للغاية"، معتبرة الشرطة استخدمت القوة المفرطة ضد مهاجرين "كانوا ببساطة يجمعون أمتعتهم"، في حين كان المتظاهرون يتصرفون بـ"سلمية تامة".
أزمة المهاجرين في فرنسا
يعيد هذا الحدث تسليط الضوء على أزمة المهاجرين غير النظاميين في فرنسا، حيث يواجه العديد منهم ظروفاً صعبة في ظل نقص أماكن الإيواء وتضييق السلطات على الوجود غير القانوني، ما يدفع البعض للبحث عن مأوى في أماكن غير مخصصة للسكن، مثل المنشآت الثقافية المهجورة.
ومن المتوقع أن يثير الإخلاء ردود فعل سياسية وإنسانية واسعة، خاصة من قبل المنظمات الحقوقية التي سبق أن دعت السلطات الفرنسية إلى تبني حلول إنسانية أكثر استدامة لأزمة المهاجرين في البلاد.