النيابة الجزائرية تطلب السجن 10 أعوام للكاتب بوعلام صنصال
النيابة الجزائرية تطلب السجن 10 أعوام للكاتب بوعلام صنصال
طلبت النيابة العامة في الجزائر، الخميس، الحكم بالسجن عشر سنوات على الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المحتجز منذ نوفمبر الماضي، بتهم تتعلق بـ"المساس بوحدة الوطن"، إضافة إلى تهم أخرى، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
محاكمة بتهم متعددة
خلال جلسة محكمة الجنح في الدار البيضاء شرقي العاصمة، طالب وكيل الجمهورية بتوقيع عقوبة السجن عشر سنوات بحق صنصال، إلى جانب غرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري (نحو 7 آلاف يورو)، وتضمنت التهم الموجهة إليه "إهانة هيئة نظامية"، و"الإضرار بالاقتصاد الوطني"، وحيازة "منشورات تهدد الأمن والاستقرار"، بحسب فرانس برس.
وينتظر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي في 27 مارس.
فيما أفادت تقارير إعلامية بأن صنصال رفض توكيل محامٍ للدفاع عنه، مفضلاً الترافع بنفسه، وأشارت صحيفة "الشروق" إلى أن التحقيقات عثرت في أجهزته الإلكترونية على محتوى "مسيء للمؤسسات الدستورية والعسكرية في الجزائر".
وخلال المحاكمة، دافع صنصال عن نفسه قائلاً إن كتاباته تندرج ضمن "حرية التعبير" ولم يكن يقصد الإساءة إلى الدولة الجزائرية.
تفاعل فرنسي ومطالبات بالإفراج
في بروكسل، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في "حل سريع" لقضية صنصال، مناشدًا نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون التدخل لإطلاق سراح الكاتب، الذي يعاني من مشكلات صحية، وقال ماكرون: "إننا نتعامل مع كاتب كبير ومريض أيضًا".
كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن قلق بلاده إزاء "ظروف احتجاز" صنصال، مؤكدًا أن باريس تبذل جهودًا لإطلاق سراحه.
تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا
جاءت قضية صنصال في سياق تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا، خاصة بعد دعم باريس خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، وزاد التوتر مع تصريحات ماكرون التي انتقد فيها احتجاز صنصال، معتبرًا أن الأمر "يسيء إلى سمعة الجزائر".
وترافق ذلك مع قضايا أخرى، مثل محاولة فرنسا ترحيل مؤثرين جزائريين إلى بلادهم ورفض الجزائر استقبالهم، بالإضافة إلى اعتداء بسلاح أبيض في فرنسا نفذه مهاجر جزائري سبق أن صدر بحقه قرار ترحيل.
وفي ظل هذا التوتر، لوّحت باريس بإلغاء اتفاقية 1968 الخاصة بوضع الجزائريين في فرنسا، قبل أن يعود ماكرون ليؤكد أن الخيار المطروح هو "إعادة التفاوض" وليس الإلغاء.
وكان قُبض على بوعلام صنصال في مطار الجزائر في 16 نوفمبر، بعد استياء السلطات الجزائرية من تصريحات الكاتب لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، والتي كرر فيها موقف المغرب القائل إن قسما من أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر، بحسب صحيفة "لوموند".
تثير قضية صنصال جدلاً واسعًا حول حرية التعبير في الجزائر، بينما تظل محورًا حساسًا في العلاقات المتوترة بين البلدين.
ومن المقرر أن تكشف الأيام القادمة ما إذا كان الحكم المتوقع سيؤدي إلى مزيد من التصعيد أم إلى حلول دبلوماسية تخفف من حدة الأزمة.