«منظمة حقوقية»: إنقاذ أكثر من 420 مهاجراً بالبحر المتوسط خلال يومين

«منظمة حقوقية»: إنقاذ أكثر من 420 مهاجراً بالبحر المتوسط خلال يومين
إنقاذ أكثر من 420 مهاجراً بالبحر المتوسط

أجرت منظمات إنسانية غير حكومية خلال يومي السبت والأحد الماضيين، سلسلة من عمليات الإنقاذ في وسط البحر المتوسط، أسفرت عن إنقاذ ما لا يقل عن 429 مهاجراً، بينهم نساء وأطفال، كانوا على متن قوارب متهالكة في ظروف خطرة، وفقاً لما أفادت به منظمات الإغاثة.

وأعلنت منظمة Mediterranea Saving Humans أن سفينتها "سافيرا" أنقذت، يوم الأحد، 28 مهاجراً من بينهم 12 قاصراً، كانوا قد تاهوا في البحر لمدة 52 ساعة في منطقة البحث والإنقاذ التونسية، بعد أن احترق محرك قاربهم، وفق موقع "مهاجر نيوز". 

وذكرت المنظمة، في منشور على منصة "إكس"، أن طاقم السفينة كان قد بدأ البحث في الساعة التاسعة صباحاً بعد رصد جثة هامدة طافية سرعان ما اختفت في عمق البحر.

ثلاث عمليات في يوم واحد

نفذت سفينة "لايف سابورت" التابعة لمنظمة Emergency الإيطالية غير الحكومية، يوم السبت، ثلاث عمليات إنقاذ متفرقة لقوارب تواجه الخطر في المياه الدولية ضمن منطقة البحث والإنقاذ الليبية، نقلت خلالها 215 شخصاً إلى بر الأمان، من بينهم 53 امرأة و83 قاصراً غير مصحوبين بذويهم. 

وأفادت المنظمة بأن الناجين ينحدرون من دول مثل إريتريا، الصومال، بنغلادش، الكاميرون، بوركينا فاسو، ساحل العاج، ومالي، في إشارة إلى أن هؤلاء يفرون من صراعات مسلحة وفقر مدقع وأزمات مناخية.

وأكدت المنظمة، يوم 7 أبريل، أن ميناء نابولي الإيطالي تم تعيينه كنقطة إنزال جديدة، ومن المتوقع وصول السفينة إليه صباح يوم 8 أبريل. 

وأضافت أن 44 من الناجين المصنفين كأكثر هشاشة، نقلوا إلى سفينة خفر السواحل لتلقي العناية اللازمة، بينما بقي 171 شخصاً على متن "لايف سابورت" تحت رعاية طبية. 

وذكرت أن بعضهم عانى حروقاً كيميائية ناتجة عن خليط الوقود والمياه المالحة، في حين كان آخرون يعانون أمراضاً مزمنة أو أعراض الجفاف والإرهاق.

قارب خشبي في خطر

وخلال إحدى عمليات الإنقاذ، رصد الفريق الإنساني من على سطح السفينة قارباً خشبياً يحمل 78 شخصاً، من بينهم 18 امرأة و29 قاصراً، وكانوا قد غادروا مدينة صبراتة الليبية قبل 15 ساعة من إنقاذهم. 

وأشار الفريق إلى أن الحمولة الزائدة والإنهاك الشديد جعل أحد الركاب عاجزاً عن الوقوف، مما يعكس ظروفاً شديدة القسوة.

بدورها، أنقذت سفينة "أيتا ماري"، يوم السبت، 108 مهاجرين كانوا على متن قاربين في حالة حرجة وسط البحر، وهم من دول عدة تشمل إريتريا، إثيوبيا، باكستان، السودان، توغو، نيجيريا، غينيا كوناكري، النيجر وغانا. 

وأشارت المنظمة المشغّلة للسفينة إلى أن كثيراً من الناجين كانوا يعانون التهابات تنفسية حادة نتيجة البرد والرطوبة، ونقص الرعاية الصحية. 

وخُصص لسفينة "أيتا ماري" ميناء ساليرنو الإيطالي، رغم بعده عن موقع الإنقاذ، ما دفع الفريق الإنساني إلى طلب ميناء أقرب نظراً لسوء أحوال الطقس والحالة الصحية للمهاجرين.

طريق مميت ومستمر

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، قُتل أكثر من 1700 مهاجر في وسط البحر المتوسط منذ بداية عام 2024. 

ومنذ 2014، لقي أكثر من 24 ألف شخص حتفهم على هذا الطريق الذي يُعد الأخطر في العالم. 

وأكد موقع "مهاجر نيوز"، أن السفن الإنسانية لا تغطي إلا جزءاً محدوداً من المتوسط، مما يعني أن العديد من القوارب تمر دون رصد أو تغرق دون إنقاذ.

وتؤكد هذه الأرقام أن البحر المتوسط لا يزال يمثل مأساة إنسانية مستمرة، وأن الحاجة ملحة لتوفير دعم أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في هذا الميدان، وتطوير آليات استجابة أوروبية موحدة لحماية أرواح الفارين من الجحيم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية