«ندموا على الهجرة».. معاناة مستمرة للمهاجرين السنغاليين في إسبانيا
«ندموا على الهجرة».. معاناة مستمرة للمهاجرين السنغاليين في إسبانيا
غادر بلاي وعثمان وباباكار السنغال بحثًا عن حياة أفضل في إسبانيا، لكنهم يواجهون عقبات قانونية تعوق حصولهم على حق اللجوء.
رغم الإصلاحات التي أقرتها الحكومة الإسبانية لتسهيل منح تصاريح الإقامة للمهاجرين غير النظاميين، المعروفة باسم "Arraigos"، فإن العملية لا تزال معقدة وطويلة، ما يزيد من معاناة المهاجرين الذين يعيشون في ظروف هشة وغير مستقرة، وفق موقع “مهاجر نيوز”.
ومنذ وصوله إلى مدريد قبل عامين، يواصل بلاي، السنغالي البالغ من العمر 35 عامًا، بيع الحقائب في شوارع العاصمة الإسبانية، محاولًا كسب رزقه، في حين يتجنب دوريات الشرطة، مثله مثل عشرات الآلاف من المهاجرين، يواجه بلاي صعوبة في تنظيم وضعه القانوني.
وتشير بيانات وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن أكثر من 63 ألف مهاجر دخلوا البلاد عام 2024، حيث يقرر بعضهم العبور نحو دول أخرى، في حين يبقى كثيرون في إسبانيا، آملين في الحصول على تصريح إقامة.
إصلاحات الحكومة الإسبانية
تخصص تصاريح "Arraigos" للمهاجرين غير النظاميين الذين يثبتون إقامتهم في البلاد لمدة تراوح بين سنتين وثلاث سنوات.
وتوضح آنا آلانون، المحامية المتخصصة في قانون الهجرة، أن هناك أربعة أنواع من هذه التصاريح: تصريح للعمل، والعوامل الاجتماعية، والتدريب، والعائلة.
وأطلقت الحكومة الإسبانية برنامج "Arraigo para la formación" عام 2022 بهدف السماح للمهاجرين غير المسجلين بالحصول على تدريب مهني في قطاعات تعاني نقصًا في العمالة، ما يسهل عليهم إيجاد عمل لاحقًا.
ورغم الجهود المبذولة، فإن الواقع يعكس صورة مختلفة، حيث حصل 23 ألف شخص على هذه التصاريح بين عامَي 2022 و2023، لكن 1347 فقط تمكنوا من توقيع عقود عمل بعد انتهاء تدريبهم، ما يعكس التحديات التي تواجه المهاجرين في سوق العمل.
انتظار مرهق ومستقبل غامض
عثمان، المهاجر السنغالي القادم من منطقة كازامانس، واجه رفض طلب اللجوء بعد ثمانية أشهر من وصوله إلى إسبانيا. والآن، لا يزال أمامه عامان قبل أن يتمكن من التقدم للحصول على تصريح إقامة.
اضطر عثمان للنوم في الشوارع بعد مغادرته مركز طالبي اللجوء، وعانى أوضاعًا صعبة جعلته يفكر في العودة إلى بلاده.
ورغم حصوله على تدريب في إدارة المخزون، فإن عدم امتلاكه وثائق رسمية يمنعه من العثور على عمل.
اجتهاد رغم المصاعب
بعد رحلة شاقة عبر جزر الكناري وبرشلونة، استقر باباكار في مدريد، حيث أمضى ثلاثة أشهر في الشوارع قبل أن تؤمن له جمعية كاثوليكية مأوى مؤقتًا.
منذ ذلك الحين، انخرط في عدة دورات تدريبية، بما في ذلك طلاء المنازل والكهرباء والطهو، كما يحرص على تعلم اللغة الإسبانية.
يأمل باباكار في أن يتمكن، بحلول 22 أكتوبر 2025، من التقدم للحصول على تصريح إقامة مؤقت إذا وجد صاحب عمل يمنحه عقدًا رسميًا.
نظرة نفعية للهجرة
تستعد الحكومة الإسبانية لإصلاح جديد يدخل حيز التنفيذ في 20 مايو، يسمح لطالبي اللجوء المرفوضين بالتقدم للحصول على "تصريح الفرصة الثانية" بشرط إثبات عملهم لعدد معين من الساعات.
وترى إليسا بري، أستاذة علم الاجتماع بجامعة كومبلوتنسي، أن تصاريح "Arraigos" تعكس "نظرة نفعية للهجرة"، حيث يتم التعامل مع المهاجرين كيد عاملة ضرورية للاقتصاد، دون توفير الدعم الاجتماعي الكافي لهم.
وفي ظل هذه التحديات، يواصل بلاي ورفاقه نضالهم اليومي، مدفوعين بالأمل في أن تتحسن أوضاعهم، رغم التعقيدات البيروقراطية والمصاعب الحياتية التي تواجههم في إسبانيا.