اعتقال رئيس بلدية إسرائيلية بشبهة اعتداءات جنسية ضد موظفات

اعتقال رئيس بلدية إسرائيلية بشبهة اعتداءات جنسية ضد موظفات
رئيس بلدية حريش الإسرائيلية، يتسحاق كيشيت

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، رئيس بلدية حريش، يتسحاق كيشيت، بشبهة ارتكابه اعتداءات جنسية بحق عدد من النساء، بينهن موظفات يعملن تحت إدارته، في تطور مثير ضمن تحقيقات سرية امتدت لأشهر عدة وأشرفت عليها وحدة الجريمة الوطنية المتخصصة "لاهف 433".

أفادت القناة 12 الإسرائيلية، التي واكبت الملف منذ بداياته، بأن التحقيق بدأ بعد تلقي الشرطة عدة شكاوى من نساء تحدثن عن تجارب مروعة من التحرش والاعتداء داخل أروقة البلدية، حيث استغل كيشيت موقعه الإداري والنفوذ الوظيفي لممارسة انتهاكات جنسية بحق نساء عاملات، إحداهن كانت في التاسعة عشرة من عمرها وقت الواقعة.

وروت إحدى المشتكيات في شهادتها أن كيشيت استدرجها إلى مكتبه الخاص الذي يحتوى سريراً، وهناك نفذ اعتداءً جنسياً بحقها، في حين أشارت أخرى إلى أن رئيس البلدية تحرش بها لفظياً وجسدياً في أثناء العمل، وسط بيئة اتسمت بالصمت والخوف.

محاولات إسكات الضحايا

اتهمت جهات التحقيق كيشيت بمحاولة إسكات الضحايا عبر تقديم وعود ومساعدات مالية، مستعيناً بموظف آخر في البلدية كان يُكلّف بالتواصل مع النساء لتسوية الأمر بعيداً عن الشرطة، ما يثير الشبهات حول شبكة تواطؤ داخل الجهاز الإداري المحلي تهدف إلى طمس الأدلة وتحييد الشكاوى.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن عملية الاعتقال شملت أيضًا مشتبهين آخرين، دون الكشف عن هويتهم أو طبيعة دورهم في القضية.

وأشارت إلى أن تحقيقات وحدة "لاهف 433" لا تزال مستمرة لتحديد مدى التورط ووجود جرائم إضافية لم يُكشف عنها بعد.

مثول أمام القضاء

من المقرر أن يُعرض كيشيت اليوم أمام محكمة الصلح في حيفا للنظر في طلب تمديد توقيفه، فيما نفت محاميته جميع التهم المنسوبة إليه، واصفةً ما يجري بأنه "حملة لتشويه سمعته"، ومؤكدة أن لديها "أدلة دامغة تثبت براءته"، دون أن تفصح عن طبيعتها أو توقيت تقديمها للمحكمة.

أعادت القناة 12 الإسرائيلية اليوم بث مقابلات سابقة أجرتها قبل نحو شهر مع خمس نساء قدّمن رواياتهن حول تحرش كيشيت بهن، الأمر الذي أعاد إشعال الجدل حول غياب بيئة آمنة للنساء داخل المؤسسات الرسمية في إسرائيل، في ظل اتهامات بتقاعس السلطات عن التعامل الجاد مع شكاوى التحرش.

ودفعت الفضيحة جهات حقوقية محلية إلى المطالبة بتعليق مهام كيشيت فورًا إلى حين انتهاء التحقيق، معتبرة أن بقاءه في المنصب يضعف ثقة الجمهور بالمؤسسات و"يُشكل تهديداً مباشراً للنساء في مكان العمل".

تداعيات سياسية وشعبية

يُعد كيشيت من الوجوه البارزة في السياسة المحلية بمدينة حريش، والتي تُعرف بتوجهها المحافظ، ويُحتمل أن تكون لهذه الفضيحة تداعيات سياسية وشعبية واسعة، خصوصًا في ظل ارتفاع أصوات نسوية تطالب بآليات حماية كبرى للموظفات من التعرض للتحرش والاستغلال داخل مؤسسات الحكم المحلي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية