ببرامج محفّزة.. الذكاء الاصطناعي يُعيد بريق الرياضيات لتلاميذ فرنسا
ببرامج محفّزة.. الذكاء الاصطناعي يُعيد بريق الرياضيات لتلاميذ فرنسا
في قاعة كمبيوتر صغيرة بمدرسة جنوب فرنسا، يتقمّص الطفل كليمان دور بطل في مغامرة داخل المجرة الخيالية "إيه آي-404"، محاولًا استعادة نجم مفقود وابن الحارس الكوني "كاتاكليسمس"، بمساعدة ذكاء اصطناعي يُشبه الصديق أكثر منه روبوتًا.
تبادر المعلّمة ناتالي ميغيل، منذ عام 2019، بتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، وذلك قبل ظهور برنامج "تشات جي بي تي" بثلاث سنوات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين.
وتعتمد اليوم على برنامجي "ماتيا" للرياضيات و"لاليلو" للّغة الفرنسية، واللذين أقرّتهما وزارة التعليم الفرنسية بعد فوزهما في مناقصة رسمية.
يخوض الأطفال التمارين التعليمية ضمن إطار قصصي تفاعلي يجعلهم أكثر ارتباطًا بالمواد الدراسية، في برنامج "ماتيا"، مثلًا، يُطلب من التلميذ حلّ مسائل رياضية لينتقل بصاروخه من كوكب لآخر، فيما يشجّعه مساعد آلي صغير يُدعى "ماتيا" بقصاصات ملوّنة كلما أجاب إجابة صحيحة.
الخطأ ليس نهاية الطريق
بول إسكوديه، أحد مؤسسي شركة "Prof en poche" المصممة للبرنامج، يرى أن "الذكاء الاصطناعي يستطيع تحسين علاقة الأطفال بالرياضيات في بلد يعاني من فتور التلاميذ تجاه هذه المادة".
ويضيف: "نُشجّعهم على المحاولة من جديد إن أخطؤوا، ونُقدم الدعم اللازم دون أن يشعروا بالإحباط".
أما المعلمة ميغيل، فتؤكد أن البرنامج يتكيّف مع مستوى كل طفل، سواء المتفوق أو المتعثر، إذ يُعيد بناء التمارين وفق تطوّر المهارات، ما يُساعد الأطفال على التقدّم وفق نسقهم الخاص.
واقع جديد داخل الصف
ويشرح مصطفى فورار، المدير السابق لمنطقة تولوز التعليمية، أن الذكاء الاصطناعي يُوفّر حلاً لتحديات الفصول الدراسية المتنوّعة من خلال "نهج تكيّفي" يتناسب مع قدرات كل تلميذ.
وأطلق فورار شخصيًا تجربة استخدام "ماتيا" و"لاليلو"، والتي توسعت لتشمل الآن أكثر من 1500 صف دراسي في فرنسا.
تقول المعلمة ميغيل إن هذه التكنولوجيا تساعدها في رصد التلاميذ الذين يواجهون صعوبات وتهيئة وسائل دعم خاصة لهم، كما تُبرز التلاميذ النشطين ممن يمكنهم شرح المفاهيم لزملائهم.
صداقة مع التكنولوجيا
يعرب الأطفال عن تفاعلهم مع هذه الأدوات بطرق تمزج بين الخيال والمرح.. تقول إينيس "أشعر وكأن ماتيا شخص حقيقي يتحدث معي ويساعدني".
ويؤكد إيتان أنه يستمتع بالبرنامج حتى في عطلة نهاية الأسبوع، فيما تقول إليسا التي لم تكن تحب الرياضيات سابقًا: "أحببت البرنامج فبدأت أحب المادة".
يختتم دافيد سيمون، مفتش التعليم، بقوله إننا لا نستطيع تجاهل الذكاء الاصطناعي لأن الأطفال "وُلدوا في عالم تنتشر فيه هذه التكنولوجيا، ومن واجبنا تعليمهم استخدامها بطريقة سليمة".