إسرائيل تحذف نعي البابا فرنسيس وتثير غضباً دبلوماسياً واسعاً

إسرائيل تحذف نعي البابا فرنسيس وتثير غضباً دبلوماسياً واسعاً
البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان الراحل

أثارت وزارة الخارجية الإسرائيلية موجة من الغضب والارتباك داخل أوساطها الدبلوماسية، وفي بعثاتها حول العالم، بعد أن أصدرت تعليمات عاجلة بحذف تغريدات التعزية التي نشرتها على منصاتها الرسمية على موقع إكس (تويتر سابقًا) في أعقاب إعلان وفاة البابا فرنسيس.

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر حساباتها المختلفة بلغات متعددة، عبارة مختصرة قالت فيها: "ارقد بسلام، البابا فرنسيس.. فلتكن ذكراه مباركة". 

ورغم بساطة الرسالة، تم حذفها بعد ساعات قليلة من نشرها، تزامنًا مع صدور أمر رسمي إلى جميع السفارات والقنصليات الإسرائيلية بإزالة أي محتوى أو منشور يتعلق بوفاة البابا، دون تقديم أي تفسير رسمي للدبلوماسيين.

تعليمات بمنع التعزية

لم يقتصر الأمر على الحذف، بل أتبعت الوزارة القرار بتوجيه جديد يقضي بعدم توقيع أي من سفرائها أو ممثليها على دفاتر التعزية التي فُتحت في سفارات الفاتيكان حول العالم

أثار هذا القرار غير المألوف حفيظة العديد من الدبلوماسيين الإسرائيليين، خاصة أولئك العاملين في الدول ذات الأغلبية الكاثوليكية، مثل إيطاليا، وإسبانيا، وأمريكا اللاتينية.

شارك عدد من السفراء والدبلوماسيين ردود أفعالهم في مجموعات "واتساب" داخلية تابعة للوزارة، ووصف بعضهم القرار بـ"المهين" و"غير المبرر". 

وأكد أحد الدبلوماسيين الغاضبين أن هذه الخطوة قد تُلحق "أضرارًا جسيمة بصورة إسرائيل أمام مئات الملايين من الكاثوليك حول العالم". 

وأضاف: "نقوم بحذف تغريدة بسيطة وبريئة تعبر عن تعازينا، من الواضح أن السبب هو موقف البابا الناقد لإسرائيل بسبب حرب غزة".

خلفية التوتر مع الفاتيكان

يأتي هذا التصعيد غير المباشر في ظل توتر متزايد بين إسرائيل والفاتيكان، خاصة بعد سلسلة تصريحات أدلى بها البابا فرنسيس انتقد فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وأعرب فيها عن "ألمه الشديد من معاناة المدنيين، خصوصًا الأطفال". 

ووصف الحرب بأنها "غير إنسانية"، ما أثار ردودًا غاضبة من مسؤولين إسرائيليين اتهموه بـ"الانحياز" و"التجاهل للهجمات التي تتعرض لها إسرائيل".

يمثل هذا الحادث مظهرًا جديدًا من التخبط في السياسة الخارجية الإسرائيلية، خصوصًا في القضايا التي تمس الرموز الدينية العالمية. 

ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا القرار إلى تعميق الهوة مع الفاتيكان وقطع خطوط التواصل الدبلوماسي الحساسة مع الكنيسة الكاثوليكية، خصوصًا في لحظة تتطلب حضورًا دوليًا أكثر انفتاحًا من جانب تل أبيب.

لا تعليق رسمي حتى الآن

ولم تصدر وزارة الخارجية الإسرائيلية أي توضيح رسمي بشأن القرار أو خلفياته، في حين يزداد الإحراج داخل أروقة الوزارة وبين بعثاتها الدبلوماسية التي باتت عاجزة عن شرح سبب انسحاب إسرائيل من تقديم أبسط تعبيرات العزاء بوفاة زعيم ديني عالمي يحظى باحترام واسع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية