باكستان تطالب بتمويل خاص للدول المتضررة من الكوارث المناخية

باكستان تطالب بتمويل خاص للدول المتضررة من الكوارث المناخية
فيضانات باكستان- أرشيف

دعا رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة تخصيص مساعدات مالية خاصة من قبل المؤسسات المالية الدولية، لمساعدة الدول المتضررة من التغير المناخي، وعلى رأسها باكستان، في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها الأزمات البيئية المتزايدة.

جاءت تصريحات شريف خلال استقباله الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال، لوك تراينجل، في مقر رئاسة الوزراء، حيث شدد على أن الدول النامية لا تملك القدرة الكافية على تحمل كلفة التغيرات المناخية وحدها، مطالباً بآليات دعم عادلة وفعالة، وفق وكالة "أسوشيتد برس أوف باكستان" الباكستانية.

فيضانات مدمرة وكلفة باهظة

أوضح رئيس الوزراء أن باكستان كانت من بين الدول الأكثر تضررًا من الكوارث المناخية في السنوات الأخيرة، مستشهداً بفيضانات عام 2022 التي تسببت وحدها في خسائر اقتصادية هائلة تجاوزت 30 مليار دولار، وفقًا للتقديرات الرسمية.

وأشار إلى أن هذه الفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية القاسية قد أدت إلى تعطيل الحياة في مناطق واسعة من البلاد، وأثّرت بشدة على سبل العيش، لا سيما للفئات العاملة والشرائح الضعيفة اقتصاديًا.

أزمة توظيف 

لفت شهباز شريف إلى أن العمال في باكستان، من مختلف القطاعات، كانوا من بين الفئات الأكثر تضرراً نتيجة تداعيات التغير المناخي، إذ واجه كثيرون منهم صعوبات كبيرة في العثور على وظائف أو الحفاظ على مصادر دخلهم، بسبب ما خلفته الكوارث من دمار في البنية التحتية ومصادر الإنتاج.

وأكد أن حكومته تبذل جهوداً متواصلة لضمان أن تشمل استراتيجيات التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره، حمايةً خاصة لسبل عيش المجتمعات الهشة والعمال المتأثرين بشكل مباشر، مشددًا على أن العدالة المناخية لا يمكن أن تتحقق دون عدالة اجتماعية.

حماية العمال

أشاد رئيس الوزراء الباكستاني بدور الاتحاد الدولي لنقابات العمال في الدفاع عن حقوق العمال على مستوى العالم، معتبرًا أن تعزيز التعاون الدولي في هذا السياق يشكّل أداة أساسية لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد الأمن الوظيفي والاقتصادي للملايين.

كما أكد شريف أن حكومته تعمل بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية على وضع وتنفيذ سياسات تضمن احترام حقوق جميع فئات العمال، وتعزز الحماية الاجتماعية في ظل التحولات المناخية والاقتصادية المتسارعة.

باكستان في مواجهة مناخ مضطرب

تُعد باكستان من أكثر الدول عرضة لتأثيرات التغير المناخي رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات العالمية. وقد شهدت البلاد خلال العقد الأخير موجات من الفيضانات المتكررة، وذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى أزمات إنسانية متكررة أثّرت على ملايين السكان.

وكانت فيضانات عام 2022 من أكثر الكوارث المناخية تدميرًا في تاريخ البلاد، حيث غمرت المياه ثلث الأراضي الباكستانية تقريبًا، وتضرر منها أكثر من 33 مليون شخص، ما دفع الحكومة إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بعدالة مناخية دولية تشمل تعويضات للدول المتضررة ودعماً لتنفيذ خطط التكيف والتخفيف.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية