مع ارتفاع الحرارة.. الملايين في الهند وباكستان مهددون بانقطاع الكهرباء والجفاف

مع ارتفاع الحرارة.. الملايين في الهند وباكستان مهددون بانقطاع الكهرباء والجفاف
ارتفاع درجات الحرارة في الهند وباكستان

شهدت الهند وباكستان بداية مبكرة لموسم موجات الحر هذا العام، مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت المعدلات الموسمية بأكثر من 8 درجات مئوية، وفقًا لهيئات الأرصاد الجوية في البلدين.

ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر لفترة أطول من المعتاد، ما يفاقم الضغط على البنية التحتية والطاقة، ويهدد صحة ملايين السكان.

وأفاد تقرير نشرته شبكة "CNN"، اليوم الثلاثاء، بأن بعض مناطق باكستان، كإقليم بلوشستان، سجلت درجات حرارة قاربت 49 درجة مئوية، فيما تجاوزت العاصمة الهندية نيودلهي حاجز 40 درجة ثلاث مرات على الأقل منذ مطلع أبريل.

الكهرباء تفاقم الأزمة

عانى السكان في بلوشستان من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا، وصلت في بعض المناطق إلى 16 ساعة، بحسب إفادة المواطن أيوب خوسا، الذي أرجع الأمر إلى الضغط الهائل على شبكات الكهرباء بفعل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

وفي الهند، دفع ارتفاع الطلب على الكهرباء إلى نقص إمدادات الفحم، ما تسبب في تعطيل خدمات حيوية، بما في ذلك إلغاء رحلات قطارات وإغلاق مدارس لتوفير الطاقة.

وفقا للتقرير عانت ولايات هندية مثل راجستان من درجات حرارة بلغت 44 درجة مئوية، ما انعكس مباشرة على صحة العمال والمزارعين الذين لا يملكون بدائل سوى الاستمرار في العمل تحت الشمس اللاهبة، وقال المزارع بالو لال من راجستان: "الناس يمرضون من شدة الحرارة، لكن لا مكان آخر نلجأ إليه".

وسجلت تقارير طبية زيادة في الحالات المرتبطة بضربات الشمس والجفاف، مع صعوبات واضحة في توفير مياه الشرب والتبريد في المناطق الريفية.

أمهات على خط النار

حذّرت نيها مانكاني، مستشارة الاتحاد الدولي للقابلات في كراتشي، من تداعيات الحرارة الشديدة على صحة النساء الحوامل والأطفال،.

وقالت إن "80% من الأطفال يولدون في الصيف قبل أوانهم، ويعانون من مشكلات تنفسية"، مضيفة أن حالات ارتفاع ضغط الدم لدى الحوامل آخذة في التزايد، وقد تؤدي إلى تسمم الحمل، وهو من أبرز أسباب وفيات الأمهات.

وكشفت خبيرة المناخ والاستدامة، مهرونيسا مالك من إسلام آباد، أن المزارعين هم من أكثر الفئات تضررًا، خاصة من يعتمدون على موارد طبيعية محدودة، وأوضحت أن الحرارة المرتفعة تؤدي إلى نضج المحاصيل قبل أوانها، وانخفاض الإنتاج، وزيادة الحاجة إلى المياه، ما يهدد الأمن الغذائي بشكل مباشر.

وأضافت أن غياب البنى التحتية المناسبة مثل التهوية والتبريد والسكن الصحي يزيد من تأثر المجتمعات الفقيرة بالمناخ القاسي.

مليار إنسان في خطر

لطالما شهدت الهند وباكستان موجات حر صيفية، لكنها باتت اليوم أكثر قسوة وتكرارًا بفعل تغير المناخ. وحذّر خبراء من أن الهند ستكون من أوائل المناطق التي قد تتجاوز فيها الحرارة الحدود التي يمكن لجسم الإنسان تحملها بحلول عام 2050.

وتهدد موجات الحر أكثر من مليار شخص في شبه القارة الهندية، في ظل هشاشة البنية التحتية، والتفاوت التنموي، وتراجع الموارد.

وتشمل تداعيات تغير المناخ المحتملة نقص الغذاء، والجفاف، والفيضانات المفاجئة الناتجة عن ذوبان الجليد، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة مناخية في طور التكوّن.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية