للمرة الأولى منذ 15 عاماً.. جعفر بناهي يتحدى طهران في مهرجان كان
للمرة الأولى منذ 15 عاماً.. جعفر بناهي يتحدى طهران في مهرجان كان
خطف المخرج الإيراني جعفر بناهي الأضواء في مهرجان كان السينمائي، بعدما ظهر شخصياً للمرة الأولى منذ 15 عاماً ليقدم فيلمه الجديد It Was Just an Accident ("مجرد حادث")، الذي يوجه فيه انتقادات لاذعة للسلطات الإيرانية ويهاجم بشكل صريح الأجهزة الأمنية في بلاده.
سار بناهي (64 عاماً) على السجادة الحمراء وسط تصفيق حار، في لحظة رمزية بالنظر إلى تاريخه السينمائي والنضالي، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.
وعلى الرغم من شهرته العالمية من خلال أفلام مثل "تاكسي طهران" و"ثلاثة وجوه"، لم يتمكن من حضور المهرجانات الدولية منذ صدور حكم قضائي بحقه عام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، منعه من صناعة الأفلام أو السفر.
وقال بناهي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج.. أشعر أنني حي ما دمت أُخرج أفلاماً. إن لم أفعل، فلن يُهمني ما قد يحدث لي بعد الآن".
نقد حاد ومقارنة برسولوف
يتناول الفيلم الجديد قصة اختطاف رجل من قبل سجناء سابقين يعتقدون أنه كان يعذبهم، ويغوص في ثنائية العدالة والانتقام في مواجهة القمع، ويُنظر إليه كأحد أبرز المرشحين لنيل جائزة السعفة الذهبية هذا العام.
ويُذكّر الفيلم بتجربة المخرج محمد رسولوف، الذي لجأ للمنفى وشارك سراً العام الماضي بفيلم "بذرة التين المقدس"، ما أدى لاحقاً إلى محاكمته في إيران.
واختار بناهي، كما غيره من المخرجين الإيرانيين المعارضين، العمل بسرية، وظهرت في أفلامه نساء بشعر مكشوف، في تحدٍ للقوانين الإيرانية، كما حدث مؤخراً مع فيلم "كعكتي المفضلة"، لمريم مقدم وبهتاش صناعيها، ما أدى إلى الحكم عليهما بالسجن مع وقف التنفيذ.
جوهانسون تدخل عالم الإخراج
في يوم حافل بالمهرجان، شهد كان أيضاً الظهور الأول للممثلة سكارليت جوهانسون كمخرجة بفيلمها "إليانور ذا غرايت" ضمن قسم "نظرة ما"، حيث وصفت التجربة بأنها "حلم تحقق".
وتدور أحداث الفيلم حول امرأة تسعينية تعود إلى نيويورك لبدء حياة جديدة، وهو فيلم "عن الحزن والصداقة والتسامح" بحسب تعبير جوهانسون، التي اعتبرته "حديثاً وتاريخياً في آن".
أعمال نسائية وتنافس محموم
في المسابقة الرسمية، عُرض أيضاً فيلم "فوري" المستوحى من قصة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابينزا التي سُجنت في ثمانينات القرن الماضي. الفيلم من إخراج ماريو مارتونه وبطولة فاليريا غولينو، ويُمثل عودة المخرج الإيطالي إلى المنافسة على السعفة الذهبية.
أما خارج المسابقة، فقدّمت المخرجة ريبيكا زلوتوفسكي فيلم إثارة نفسية من بطولة جودي فوستر، المعروفة بشغفها للسينما الفرنسية، إلى جانب فيرجيني إيفيرا ودانييل أوتوي.
وبهذا التنوع بين أفلام تتحدى الرقابة وتكرّس حرية التعبير، وأخرى تستكشف مواضيع إنسانية ووجودية، يثبت مهرجان كان مجدداً أنه مساحة مفتوحة للإبداع والجرأة.