تصاعد العنف في نيجيريا.. رعاة يهاجمون قرى ويخلّفون ورائهم 30 قتيلاً
تصاعد العنف في نيجيريا.. رعاة يهاجمون قرى ويخلّفون ورائهم 30 قتيلاً
قُتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في سلسلة هجمات دامية استهدفت ثلاث قرى بوسط نيجيريا بين يومي الجمعة والأحد، في منطقة تعاني منذ سنوات من نزاعات متكررة بين رعاة رحّل ومزارعين حضريين.
وأعلن أورمين تورسار فيكتور، رئيس الحكومة المحلية في منطقة غوير ويست بولاية بينو النيجيرية، في بيان، أن أعنف الهجمات وقعت يوم الأحد في قرية أوندانا، حيث سقط 20 قتيلاً على الأقل، لافتاً إلى أن عشرة آخرين قُتلوا في قرى مجاورة خلال الأيام السابقة وفق فرانس برس.
وروت روثي دان سام، وهي من سكان القرية، مشاهد مروعة لضحايا من الأطفال، وقالت: "قُتل أطفال دون سن الثانية، وكان أسوأَ ما رأيناه طفلٌ رضيعٌ قُتل بضربة ساطور على فمه".
وأشارت إلى أن هناك قتلى في قرى قريبة، لكنها لم تتمكن من تحديد عددهم بدقة.
قتلى قرب قاعدة عسكرية
أوضح تورسار فيكتور أنه دفن مع سكان آخرين خمسة قتلى، بينهم أب واثنان من أبنائه، في منطقة تبعد مسافة قصيرة جداً عن قاعدة عسكرية، ما يُثير تساؤلات حول غياب الاستجابة الأمنية.
اتهم المسؤول المحلي رعاة ماشية من إثنية الفولاني، الذين يدينون بالإسلام، بتنفيذ الهجمات.
وتتكرّر مثل هذه الهجمات في وسط نيجيريا، حيث تشهد المنطقة صراعاً مستمراً على الأراضي بين رعاة الفولاني المسلمين ومزارعين حضريين في غالبيتهم من المسيحيين.
يتّهم المزارعون الرعاة بتدمير أراضيهم ومزروعاتهم نتيجة تنقل المواشي، فيما يشكو الرعاة من القيود المفروضة على تحركاتهم التقليدية.
صراع بين الرعاة والمزارعين
تُعدّ ولاية بينو من المناطق الأكثر اضطراباً في نيجيريا بسبب الصراع المتجذّر بين الرعاة والمزارعين، وهو صراع يغذيه تغير المناخ، وتناقص الموارد، والانقسامات الطائفية.
وتفاقمت هذه التوترات في السنوات الأخيرة وسط ضعف سلطة الدولة وانتشار الجماعات المسلحة، ما جعل العديد من القرى عرضة لهجمات مميتة، وتفشل السلطات غالباً في توفير الحماية أو محاسبة المسؤولين، ما يزيد من خطر تصعيد العنف إلى صراع مفتوح أوسع نطاقاً.