"الصحة السودانية": 3 حالات وفاة و531 إصابة بالكوليرا خلال الساعات الماضية

"الصحة السودانية": 3 حالات وفاة و531 إصابة بالكوليرا خلال الساعات الماضية
نازحون سودانيون- أرشيف

أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، اليوم الأربعاء، عن تسجيل 3 حالات وفاة جديدة و531 إصابة مؤكدة بالكوليرا خلال الساعات الماضية، في أحدث إحصائية تؤكد استمرار تفشي الوباء في العاصمة السودانية، على الرغم من الإشارة إلى تراجع نسبي في معدل الإصابات

وأكدت الوزارة، في بيان صحفي، أن الوباء يشهد انحسارًا تدريجيًا في جميع محليات الولاية، لكنها حذّرت من إمكانية انتكاس هذا التراجع، خصوصًا خلال عطلة عيد الأضحى التي تزداد فيها التجمعات والأنشطة العامة.

وحثت الوزارة المواطنين على الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية، وعلى رأسها التخلص الآمن من مخلفات الذبيحة خلال أيام العيد عبر استخدام صناديق النفايات الموزعة في أنحاء العاصمة، وشرب المياه النظيفة، وغسل الأيدي بانتظام، للحد من خطر العدوى، وذلك في محاولة للوصول إلى "النسبة الصفرية" للوباء. 

وجاءت هذه الدعوة في وقت يواجه فيه القطاع الصحي تحديات بالغة الخطورة نتيجة النزاع المستمر الذي أثّر على البنية التحتية للمرافق الصحية، وأدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية ومصادر المياه النظيفة.

أرقام مقلقة بعموم البلاد

ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فقد تجاوز عدد الإصابات بالكوليرا في السودان منذ بداية عام الجاري 60,000 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات أكثر من 1,640 حالة، في ظل تفشٍّ سريع وشبه شامل في عدة ولايات. 

وتركزت الحصيلة الأكبر من الإصابات في ولاية الخرطوم، التي شهدت خلال الأسابيع الماضية ارتفاعًا مقلقًا في معدل الإصابات اليومية، بلغ في بعض الفترات بين 600 إلى 1,300 حالة يوميًا، في وقت تجاوزت فيه الوفيات مئات الحالات، ما يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي تعيشها الولاية.

وامتد انتشار الوباء إلى ولايات أخرى مثل الجزيرة، سنار، شمال كردفان، نهر النيل، البحر الأحمر، والولاية الشمالية، ما زاد من تعقيد الوضع الصحي، خاصة مع ضعف أنظمة الرصد المبكر والاستجابة. 

ويواجه السودان حاليًا واحدة من أسوأ أزماته الصحية خلال العقود الماضية، حيث فاقمت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 انهيار المنظومة الصحية، وأدت إلى نزوح الملايين، وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية في ظل بيئة موبوءة ومرافق صحية خارجة عن الخدمة.

مطالب بإغاثة عاجلة

تواجه الجهود الصحية المبذولة تحديات جسيمة، في ظل نقص التمويل، وتدهور الخدمات، ونقص الكوادر الطبية المدربة. وتعمل منظمات إنسانية دولية ومحلية على تقديم العلاج والدعم، لكن انتشار المرض بوتيرة متسارعة في بيئة مضطربة أمنياً، يهدد بتحول الكوليرا إلى كارثة وبائية أوسع نطاقًا. 

ودعت منظمات دولية إلى تحرك عاجل لتوفير مساعدات طبية عاجلة، وتقديم الدعم اللوجستي والمالي لتعزيز الاستجابة، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

ويعكس تفشي الكوليرا عمق الانهيار الصحي الذي خلفته الحرب في السودان، إذ أدى النزاع المسلح إلى تهجير واسع للمواطنين، وتدمير المنشآت الصحية، وقطع الإمدادات الأساسية، ما هيأ الظروف المثالية لانتشار الأمراض المعدية. 

وبينما تحاول السلطات الصحية في الخرطوم الحد من انتشار المرض خلال عطلة العيد، تبقى الجهود المحلية غير كافية دون دعم دولي فعّال يعالج الأسباب الجذرية للأزمة الصحية المتفاقمة في البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية