"الصحة العالمية": أطفال السودان يواجهون المجاعة وعمّال الإغاثة يُقتلون
"الصحة العالمية": أطفال السودان يواجهون المجاعة وعمّال الإغاثة يُقتلون
أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الخبير الصحي الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان لا تزال تمثل كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن «الأطفال يواجهون المجاعة، وعمّال الإغاثة يُقتلون في أثناء محاولتهم إيصال المساعدات المنقذة للحياة»، في إشارة مباشرة إلى خطورة الوضع في إقليم دارفور.
عبّر غيبريسوس في تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، اليوم الأربعاء، عن إدانته الشديدة للهجمات المتكررة التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتوفير حماية دائمة للمدنيين والبنية التحتية الإنسانية، في ظل تصاعد العنف الذي يهدد حياة الملايين في مناطق النزاع.
أدان برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، الثلاثاء، هجومًا وصفاه بـ"المروّع" استهدف قافلة إنسانية مشتركة قرب بلدة الكومة، شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل خمسة من أعضاء القافلة وجرح آخرين، إلى جانب إحراق عدد من الشاحنات وتدمير شحنات إغاثية حيوية كانت متوجهة إلى مدينة الفاشر المنكوبة.
وأشار البيان الأممي إلى أن القافلة، التي كانت تضم 15 شاحنة، كانت تحمل موادًا غذائية وتغذوية عاجلة مخصصة للأطفال والأسر التي تواجه المجاعة في الفاشر، حيث تفاقمت الكارثة الإنسانية وسط انهيار الخدمات الطبية والإمدادات الغذائية.
انهيار منظومة الحماية
كشف البيان المشترك للمنظمتين الأمميتين أن القافلة اتّبعت الإجراءات المتعارف عليها مسبقًا، وتم إخطار الأطراف المسلحة بمسارها وموقعها قبل انطلاقها، ما يضع علامات استفهام خطِرة حول مدى التزام هذه الأطراف بقواعد القانون الدولي الإنساني.
وشدّد البيان على أن «قوافل المساعدات الإنسانية تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي، وعلى جميع الأطراف المتصارعة الالتزام بتسهيل مرورها بشكل فوري وآمن ومن دون أي عوائق، لضمان إنقاذ أرواح المدنيين».
وحذّر مسؤولو الوكالتين من أن مئات الآلاف من سكان مدينة الفاشر، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، يواجهون خطرًا حقيقيًا يتمثل في الموت جوعًا أو الإصابة بسوء التغذية الحاد، في حال لم تُستأنف عمليات الإغاثة بصورة عاجلة وآمنة.
وأوضح البيان أن منع وصول المساعدات الإنسانية في مثل هذه الظروف يُعد جريمة بموجب القانون الدولي، ويجب أن يخضع للمساءلة القانونية العاجلة، داعيًا إلى إجراء تحقيق دولي شفاف في الهجوم الأخير ومحاسبة جميع المتورطين فيه.
حرب بلا خطوط حمراء
يشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدّت إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة، وتشريد ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا، وسط عجز دولي عن فرض وقف إطلاق نار دائم أو فتح ممرات إنسانية آمنة.
ويُعد إقليم دارفور أحد أكثر المناطق تضررًا من هذا الصراع، حيث تحوّل إلى مسرح لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت عمليات قتل جماعي ونهب واغتصاب وتهجير قسري، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وطالبت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، إلى جانب منظمة الصحة العالمية، المجتمع الدولي بـ"موقف حازم" وتحقيق فوري في الهجمات المتكررة على العاملين الإنسانيين والبنية التحتية، معتبرة أن هذا التصعيد الخطِر يعوق أي محاولة لتخفيف معاناة السكان.
وعدت هذه الوكالات الأممية استهداف القوافل وعمّال الإغاثة يشكّل تحديًا خطِرًا للقانون الدولي، ومؤشرًا على التدهور الأخلاقي في سلوك الأطراف المتصارعة، ما يستوجب ردًا دوليًا عاجلًا وفعّالًا لحماية ما تبقى من مساحات إنسانية في السودان.