خمسة قتلى في هجوم روسي على أوكرانيا.. وكييف تطالب الغرب بزيادة الضغط
خمسة قتلى في هجوم روسي على أوكرانيا.. وكييف تطالب الغرب بزيادة الضغط
أطلقت روسيا، السبت، هجومًا واسعًا بالطائرات المسيّرة والصواريخ على عدة مناطق في أوكرانيا، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، في أحدث تصعيد عسكري منذ الهجوم الأوكراني الأخير على قواعد جوية روسية.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية في بيان أن روسيا أطلقت 206 طائرات مسيّرة وتسعة صواريخ خلال ليل الجمعة-السبت، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم باستخدام الطائرات، الصواريخ، أنظمة الحرب الإلكترونية، والطائرات المسيّرة المضادة وفق فرانس برس.
خاركيف وخيرسون تحت النيران
تعرضت مدينة خاركيف (شمال شرق)، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، لقصف عنيف اعتُبر الأشد منذ بدء الحرب في 2022، وفق ما أعلنه رئيس بلديتها، إيغور تيريخوف.
وقال تيريخوف إن القصف الروسي استُخدم فيه 48 طائرة مسيّرة، صاروخان، وأربع قنابل موجهة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 17 آخرين، بينهم طفلان، وخلّف أكثر من 40 انفجارًا في المدينة خلال أقل من ساعتين.
وأسفر الهجوم عن دمار واسع في المباني السكنية والشوارع والسيارات، فيما عملت فرق الإسعاف على إنقاذ العالقين، في حين أخمدت فرق الإطفاء الحرائق المشتعلة في الأبنية.
وفي مدينة خيرسون (جنوب)، قتل شخصان جراء ضربة روسية استهدفت مبنى سكنيًا، بحسب ما أفاد به حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين.
كما أعلن حاكم دنيبرو (وسط أوكرانيا) سيرغي ليساك، أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 27 طائرة مسيّرة وصاروخين، مشيرًا إلى إصابة امرأتين (45 و88 عامًا) بجروح.
وفي لوتسك (غرب)، قرب الحدود مع بولندا، عُثر على جثة ثانية لسيدة عشرينية قُتلت في قصف الجمعة، ما رفع حصيلة الضربات إلى خمسة قتلى.
كييف: موسكو ترفض الهدنة رغم الضحايا
حضّ وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا الدول الغربية على تكثيف الضغوط على روسيا بعد فشل محادثات إسطنبول في التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وقال سيبيغا: "لإنهاء القتل والتدمير الروسيين، يجب فرض مزيد من الضغط على موسكو، ومزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا".
رغم الجهود الدبلوماسية، لم تحقق محادثات السلام في إسطنبول اختراقًا، واقتصرت نتائجها على الاتفاق بشأن تبادل 500 أسير حرب من كل جانب، بعد صفقة تبادل 1000 أسير في مايو، وتوافق على تبادل جثث آلاف الجنود القتلى.
موسكو: المعركة "وجودية" وسنردّ بقوة
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أنها أسقطت 36 طائرة مسيّرة أوكرانية استهدفت عدة مناطق داخل روسيا.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الجمعة، أن الحرب في أوكرانيا باتت بالنسبة لروسيا "قضية وجودية"، متوعدًا برد قوي على هجمات كييف، ولا سيما تلك التي استهدفت قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية في قواعد تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود.
واتهمت موسكو أوكرانيا بالمسؤولية عن تفجيرات استهدفت جسورًا حدودية، أدت إلى خروج قطارات ركاب وشحن ومراقبة عن مسارها، ومقتل سبعة أشخاص، معتبرة أن الهدف هو تقويض جهود السلام.
اقتراح هدنة من أوكرانيا ورفض روسي
اقترحت أوكرانيا خلال محادثات إسطنبول الأخيرة هدنة غير مشروطة لمدة 30 يومًا، لكن روسيا رفضت مرة أخرى وقف إطلاق النار.
منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، قُتل عشرات الآلاف، ودُمرت مساحات واسعة من جنوب وشرق أوكرانيا، في حين نزح الملايين من منازلهم. ولا تزال موسكو تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014.
بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، وسرعان ما تحول إلى حرب شاملة بين أكبر دولتين في أوروبا الشرقية.
رغم الجهود الغربية المتواصلة لحشد الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري لكييف، لا تزال المعارك تحتدم على خطوط الجبهة، مع تعثر المفاوضات، في وقت يدفع فيه المدنيون الثمن الأكبر من الخسائر البشرية والمادية.