متظاهرون في تل أبيب يطالبون بوقف الحرب وبالإفراج عن الرهائن
متظاهرون في تل أبيب يطالبون بوقف الحرب وبالإفراج عن الرهائن
تظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء السبت، في تل أبيب مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، وذلك بعد مرور عشرين شهراً كاملة على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وجاءت المظاهرات وسط تصاعد الإحباط الشعبي من تعثّر المفاوضات، واستمرار الحرب التي أودت بحياة الآلاف وأثقلت كاهل الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وفق وكالة "فرانس برس".
وتجمع المتظاهرون في ما يُعرف بـ"ساحة الرهائن" في قلب تل أبيب، حيث علت الهتافات المطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن عبر اتفاق شامل، مرددين شعارات من قبيل: "الشعب يختار الرهائن".
وسادت أجواء من الحزن والغضب بعد أن نشرت حركة حماس صورة للرهينة ماتان زانغاوكر مرفقة بعبارة صادمة: "لن يعود حيًا"، باللغتين العبرية والإنجليزية.
وظهرت والدة ماتان زانغاوكر في تسجيل مصوّر بثته وكالة فرانس برس، لتقول بصوت متهدج: "لم أعد قادرة على تحمّل هذا الكابوس. ملاك الموت نتنياهو، يواصل التضحية بالرهائن، ويستخدم الجيش ليس لحماية إسرائيل، بل لحماية نفسه وحكومته.. إنه وصمة عار".
نداءات بوقف الحرب
طالبت نوعام كاتس، ابنة الرهينة ليور كاتس الذي أعلنت وفاته لكن جثمانه لا يزال في غزة، بوقف العمليات العسكرية فورًا.
وقالت أمام الحشد، في بيان نشره منتدى العائلات، وهو أبرز منظمة تمثل أهالي الرهائن: "لا ترسلوا مزيدًا من الجنود ليخاطروا بحياتهم من أجل إعادة آبائنا. أعيدوهم عبر اتفاق.. أوقفوا الحرب".
وأكد المنتدى أن "الاتفاق الشامل فقط هو ما يعيد أحباءنا، وهو ما يمكن أن يُعد انتصارًا حقيقيًا"، في إشارة إلى رفضه الرواية الحكومية الرسمية التي تتحدث عن "إنجازات ميدانية" رغم استمرار احتجاز الرهائن وتفاقم الخسائر البشرية في صفوف الجنود.
ضغط على الحكومة
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي عن مقتل أربعة جنود في المعارك المستمرة داخل قطاع غزة، كاشفًا في الوقت ذاته عن نقص في القوى العاملة يناهز عشرة آلاف عنصر لتلبية متطلبات العمليات العسكرية في القطاع المحاصر.
وطالب تال كوبرشتاين، والد الرهينة بار كوبرشتاين الذي كان يبلغ 21 عامًا عند اختطافه، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقبول اتفاق فوري لإعادة الرهائن، قائلًا: "أعيدوا الـ55 رهينة عبر اتفاق واحد، الآن، لا مجال للمماطلة".
ولا تزال المفاوضات غير المباشرة التي تُجريها مصر وقطر والولايات المتحدة تراوح مكانها دون تحقيق اختراق يُذكر، رغم تأكيد الوسطاء مرارًا أن المسودة المطروحة قابلة للتنفيذ وتتضمن مرحلتين: أولى إنسانية تشمل تبادلًا جزئيًا وإيقافًا مؤقتًا لإطلاق النار، وثانية دائمة تؤسس لحل سياسي مستقر.
وفي تعبير عن الإحباط، خاطب عوفير انغريست، شقيق الجندي المختطف ماتان انغريست البالغ من العمر 22 عامًا، رئيس الوزراء قائلاً: "الانتصار الوحيد هو بعودة جندي إسرائيلي يلفه العلم الأزرق والأبيض، لا أن يكون حاملاً لجنسية أجنبية".
حقائق عن الرهائن
من أصل 251 شخصًا خُطفوا خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 55 رهينة محتجزين في قطاع غزة، تؤكد السلطات الإسرائيلية أن 31 منهم على الأقل قد فارقوا الحياة، ما يضاعف من مأساة العائلات التي تنتظر في قلق لا ينتهي، ويزيد من الضغط السياسي والاجتماعي على الحكومة.
وتعكس التظاهرة الشعبية في تل أبيب حالة الغليان المتزايدة داخل المجتمع الإسرائيلي، بعد أشهر طويلة من الحرب المكلفة والفشل المستمر في إعادة الرهائن.
وتؤكد الأصوات الصادحة في "ساحة الرهائن" أن ما يعده المسؤولون انتصارًا عسكريًا لا يساوي شيئًا ما لم يُعاد الرهائن إلى منازلهم، أحياءً، وفي حين تستمر الحرب في قطاع غزة، يبدو أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية آخذة في الانقسام، مع مطالبة متزايدة باتفاق سلام يعيد المفقودين ويوقف نزيف الدماء.