اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال.. نداء عالمي من أجل حماية ملايين الصغار

يحتفل به 12 يونيو من كل عام

اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال.. نداء عالمي من أجل حماية ملايين الصغار
اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال

يُعدّ اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال، الموافق 12 يونيو من كل عام، مناسبة سنوية بالغة الأهمية تُسلّط الضوء على قضية عالمية مُلحة: استغلال ملايين الأطفال في العمل، حرمانهم من طفولتهم، تعليمهم، وصحتهم.

وفي كل عام، تتجدد الجهود الدولية لتأكيد التزامها بالقضاء على هذه الآفة، ورسم ملامح مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وفي اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال، تتعاون منظمة العمل الدولية مع هيئاتها وشركائها حول العالم للاحتفال بهذا اليوم، ويعكس الاحتفال كل عام التقدم المحرز والحاجة الملحة لتكثيف الجهود لتحقيق الأهداف العالمية، في هذا الشأن.

نشأة وتاريخ اليوم

لم تكن قضية عمل الأطفال وليدة اليوم، بل هي مشكلة تاريخية تفاقمت مع الثورات الصناعية واحتياجات الاقتصادات الناشئة، لكن الوعي الدولي بخطورتها لم يتشكل بشكل مؤسسي إلا في العقود الأخيرة.

ويعود الفضل في تحديد يوم عالمي لمكافحة عمل الأطفال إلى منظمة العمل الدولية (ILO)، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تختص بقضايا العمل، فبعد عقود من الجهود الرامية إلى وضع معايير دولية لحماية الأطفال من العمل، أطلقت منظمة العمل الدولية اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال في عام 2002.

جاء هذا القرار تتويجًا لسنوات من العمل الدؤوب والمفاوضات، وتحديدًا بعد اعتماد اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 بشأن حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها في عام 1999، والتي لاقت قبولًا واسعًا وأصبحت واحدة من أسرع الاتفاقيات الدولية تصديقًا.

أهمية الاحتفال باليوم الدولي

يهدف هذا اليوم إلى توحيد الجهود العالمية وزيادة الوعي بخطورة عمل الأطفال والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للقضاء عليه، وتكمن أهمية اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال في كونه نقطة محورية لتجديد الالتزام العالمي بهذه القضية، فهو ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو دعوة للعمل تتجلى أهميته في عدة أبعاد:

-  زيادة الوعي العام: يساهم اليوم في لفت انتباه الرأي العام إلى حجم المشكلة وتأثيراتها المدمرة في الأطفال والمجتمعات.

- حشد الدعم السياسي: يشجع الحكومات على تفعيل القوانين والتشريعات المتعلقة بحماية الأطفال من العمل، وتخصيص الموارد اللازمة لذلك.

- تشجيع العمل الجماعي: يعزز التعاون بين الحكومات، المنظمات الدولية، المجتمع المدني، النقابات العمالية، وأصحاب العمل لمكافحة عمل الأطفال.

- تسليط الضوء على الحلول: يقدم منصة لعرض الممارسات الجيدة والحلول المبتكرة للحد من عمل الأطفال وتوفير بدائل مستدامة للعائلات الفقيرة.

 - دعوة إلى التعليم: يؤكد أهمية التعليم كأداة رئيسية لحماية الأطفال من العمل، ويشجع على توفير فرص تعليمية ذات جودة للجميع.

موضوع 2025

سيركز اليوم الدولي لعام 2025 على إصدار التقديرات والاتجاهات العالمية لعمالة الأطفال لعام 2025، سيقدم هذا التقرير المشترك لمنظمة العمل الدولية واليونيسف لمحةً شاملةً عن موقفنا من التزاماتنا العالمية بالقضاء على عمالة الأطفال.

ورغم عدم توفر البيانات التفصيلية بعد، فإن التقديرات والاتجاهات التي تم تحديدها ستُوجِّه مناقشات السياسات والدعوات إلى تجديد الالتزام والاستثمار.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال عمل الأطفال يمثل تحديًا عالميًا ضخمًا. وفقًا لتقارير منظمة العمل الدولية واليونيسف، فإن الأرقام تبعث على القلق:

العدد الإجمالي: تشير التقديرات العالمية الأخيرة إلى أن ما يقرب من 160 مليون طفل تراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا يمارسون عمل الأطفال.

الأكثر تضررًا: يتركز عمل الأطفال بشكل كبير في قطاعات مثل الزراعة (70%)، تليها الخدمات والصناعة.

المناطق الجغرافية: إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي المنطقة الأكثر تضررًا، حيث يبلغ عدد الأطفال العاملين فيها أعلى نسبة.

أسوأ الأشكال: ما يقرب من 79 مليون طفل يمارسون أعمالًا خطرة تشكل تهديدًا مباشرًا لصحتهم، سلامتهم، ونموهم الأخلاقي، يشمل ذلك العمل في المناجم، التعامل مع المواد الكيميائية الخطرة، العمل في ظروف غير صحية، والتعرض للاستغلال الجنسي أو التجنيد القسري.

التقدم والتحديات: بينما شهد العالم انخفاضًا في أعداد الأطفال العاملين على مدى العقدين الماضيين، فقد تباطأ هذا التقدم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بل وشهدت بعض المناطق زيادة بسبب الأزمات الاقتصادية، النزاعات، وتداعيات جائحة كوفيد-19.

مستقبل خالٍ من عمل الأطفال

يتطلب القضاء على عمل الأطفال نهجًا شاملاً ومتعدد الأوجه، وفي هذا اليوم الدولي، تدعو الأمم المتحدة إلى التصديق الكامل على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام، وتطبيق اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال.

ويظل التصديق والتنفيذ الفعال لهذه الاتفاقيات أساسيين لتحقيق أهداف نداء ديربان للعمل، الذي يحثنا على تعزيز الوقاية والحماية والشراكات للقضاء على عمل الأطفال.

وتتعاون منظمة العمل الدولية بشكل وثيق مع الحكومات، ومنظمات أصحاب العمل والعمال، والمجتمع المدني، والشركاء الدوليين لدعم السياسات والبرامج التي تعالج الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال، بما في ذلك تعزيز الحماية الاجتماعية، ونظم التعليم، وفرص العمل اللائق للبالغين والشباب.

ويحظى اليوم الدولي لمكافحة عمل الأطفال بدعم واسع من هذه الجهات، إلى جانب وكالات الأمم المتحدة والأفراد الملتزمين ببناء عالم خالٍ من عمل الأطفال.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية