المئات يتظاهرون في بئر السبع رفضاً لمخطط هدم قرى بدوية بالنقب
منظمات حقوقية: 8500 منزل هُدم منذ 2023
تظاهر مئات المواطنين العرب، الخميس، في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، احتجاجًا على مخطط حكومي جديد قالوا إنه يستهدف تهجير آلاف البدو وهدم عشرات القرى غير المعترف بها في صحراء النقب.
وجاءت التظاهرة، التي أطلق عليها المشاركون اسم "العهد والوفاء"، أمام مجمّع المباني الحكومية في المدينة، وسط مشاركة واسعة من السكان المحليين وناشطين حقوقيين، بحسب فرانس برس.
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: "الشعب يريد إسقاط المخطط"، "هذه أرضنا.. ثابتون عليها".
قال عاطف العتيقي (40 عامًا)، من سكان قرية وادي النعم غير المعترف بها: "هذه أرضنا وثابتون عليها.. تهدّون البيوت، نبني البيوت".
تأتي التظاهرات ردًا على مصادقة لجنة وزارية في حكومة بنيامين نتنياهو في مايو الماضي على "مخطط شيكلي"، الذي يشرف عليه وزير الشتات والمسؤول عن "سلطة توطين البدو"، عميحاي شيكلي.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يهدف المخطط إلى "تسوية أوضاع البلدات البدوية"، لكنه يشمل تهجير 12 قرية غير معترف بها رسميًا، يقطنها أكثر من 6,500 شخص، وفق مركز "عدالة" الحقوقي.
اتهامات بـ"التهجير القسري والاستيطان العرقي"
قال المحامي مروان أبو فريح، مدير مكتب "عدالة" في النقب، إن الهدف الحقيقي من المخطط هو "الاستيلاء على الأرض"، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تركيز السكان البدو قسرًا في بلدات معينة، لإفساح المجال أمام مشاريع قومية إسرائيلية ومستوطنات يهودية.
وأضاف: "منذ عام 2023، هُدم أكثر من 8500 مبنى في القرى غير المعترف بها، ونتيجة لذلك أصبحت أكثر من 1000 عائلة في العراء".
مدارس مغلقة وإضراب محلي
تزامن التحرك الاحتجاجي مع إضراب شامل في مدارس ومجالس محلية بدوية في النقب، في خطوة تضامنية مع سكان القرى المهددة.
وتُعد هذه التظاهرة الثانية خلال أسبوعين التي ينظمها أهالي النقب رفضًا لمخطط التهجير، في وقت تتصاعد فيه حالة التوتر بين السكان العرب والحكومة الإسرائيلية بشأن حقوق الأراضي والإسكان.
البدو في إسرائيل
يعيش في إسرائيل نحو 300 ألف بدوي، معظمهم في صحراء النقب، يُصنّف البدو ضمن الأقلية العربية التي تشكل نحو 20% من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 9.3 مليون نسمة.
يقيم نحو 25% من البدو في 37 قرية لا تعترف بها الحكومة الإسرائيلية، ويُحرمون فيها من البنى التحتية والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والمدارس، بحسب جمعية "عدالة".
ويؤكد البدو أن الدولة ترفض الاعتراف بتاريخهم ووجودهم في هذه الأراضي، بينما تصر السلطات على أن هذه القرى "عشوائية وغير مخططة".