طهران تُغلق باب التفاوض.. إيران ترفض التهدئة في ظل القصف الإسرائيلي

طهران تُغلق باب التفاوض.. إيران ترفض التهدئة في ظل القصف الإسرائيلي
الهجمات الصاروخية الإيرانية على حيفا الإسرائيلية

أبلغت إيران كلاً من قطر وسلطنة عمان، الوسيطتين الرئيستين في المحادثات الإقليمية، بأنها لن تدخل في أي مفاوضات سياسية "جادة" مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، قبل أن تستكمل ردها العسكري على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وفق ما صرّح به مسؤول مطلع على مجريات التواصل.

وقال المسؤول -الذي تحدث الأحد لوكالة فرانس برس- شريطة عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية المحادثات، إن طهران نقلت للوسطاء بشكل صريح أنها "لن تتفاوض في ظل الهجوم"، مؤكدة أن "أولوياتها الحالية هي الرد وليس التهدئة".

تقارير عن وساطة أمريكية "غير دقيقة"

نفى المصدر ذاته دقة التقارير التي تحدّثت عن أن إيران طلبت من سلطنة عمان وقطر إشراك الولايات المتحدة في مفاوضات لوقف إطلاق النار أو استئناف المحادثات النووية، مؤكدًا أن طهران لم تطلب أي وساطة أمريكية حتى الآن.

وأوضح المسؤول أن "مثل هذه التقارير لا تعكس الواقع، وأن موقف إيران لا يزال متشددًا طالما استمرت الضربات الإسرائيلية".

إلغاء جولة مسقط النووية

كانت سلطنة عمان قد أعلنت رسميًا إلغاء الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي كان من المقرر عقدها الأحد في العاصمة مسقط.

ويُعد الإلغاء نتيجة مباشرة لتصاعد الأعمال العسكرية بين طهران وتل أبيب خلال الأيام الأخيرة، التي طالت مواقع إيرانية عسكرية ونووية حساسة.

هجمات إسرائيلية تربك المسار الدبلوماسي

تزامن تصاعد الضربات الإسرائيلية على إيران مع انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات يوم الجمعة، ما أدى إلى ضبابية المشهد التفاوضي وتفاقم التوتر الإقليمي.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة أربكت الجهود التمهيدية وأضعفت فرص بناء أرضية للحوار، خصوصًا في ظل موقف طهران الرافض لأي تنازلات في هذه المرحلة.

ترامب ينأى بنفسه.. ويهدد بردع إيراني

في أول تعليق له على التطورات، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده "ليست طرفًا في الحملة الإسرائيلية"، لكنه هدّد بـ"التحرك العسكري المباشر إذا تعرضت المصالح الأمريكية لأي هجوم إيراني".

ودعا لاحقًا في تصريح مقتضب إلى "التوصل لاتفاق بين إسرائيل وإيران"، مشددًا على أن "الدبلوماسية لا تزال خيارًا مطروحًا، لكن من موقع قوة".

بدأ التوتر يتصاعد بين إيران وإسرائيل منذ مطلع العام 2025 على خلفية تبادل الاتهامات بتنفيذ عمليات استخباراتية واغتيالات، تصاعد لاحقًا إلى هجمات جوية وصاروخية متبادلة.

في موازاة ذلك، تحاول دول الخليج مثل قطر وسلطنة عمان لعب دور الوسيط لإحياء المحادثات النووية المتوقفة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

غير أن التصعيد العسكري الحالي يهدد بتفجير المنطقة ويقوض أي جهود دبلوماسية محتملة في المدى القريب.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية