بغداد تتحرّك دبلوماسياً لتجنيب العراق تداعيات التصعيد بين إيران وإسرائيل

بغداد تتحرّك دبلوماسياً لتجنيب العراق تداعيات التصعيد بين إيران وإسرائيل
علم العراق - أرشيف

أجرى العراق اتصالات مباشرة مع كل من طهران وواشنطن في محاولة واضحة للنأي بنفسه عن الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، بحسب ما أكده مسؤولان عراقيان رفيعا المستوى لوكالة فرانس برس، اليوم السبت.

وأكدت بغداد، التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع واشنطن وتاريخية وسياسية مع طهران، أنها تتحرك بحذر للحفاظ على استقرارها الداخلي ومنع تحولها إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

وكشف مسؤول أمني عراقي بارز، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الحكومة العراقية طلبت رسمياً من إيران الامتناع عن استهداف أي مصالح أمريكية داخل الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن "الإيرانيين أبدوا تفهماً كاملاً لهذا المطلب".

وأضاف: "تم الطلب ووعدنا الإيرانيون خيراً، وهم يدركون أن العراق لا يمكن أن يكون طرفاً في هذا النزاع المعقد".

وفي المقابل، أوضح مسؤول حكومي آخر، أيضاً تحت شرط عدم كشف هويته، أن بغداد طلبت من الولايات المتحدة "منع أي خروقات جوية إسرائيلية للأجواء العراقية"، مشدداً على "ضرورة احترام سيادة العراق وسلامة مجاله الجوي".

شكوى أمام مجلس الأمن

وفي خطوة دبلوماسية لافتة، أعلنت بغداد يوم الجمعة تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، متهمة إياها باستخدام الأجواء العراقية في شنّ ضربات جوية على الأراضي الإيرانية ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية "الأسد الصاعد".

وقال المسؤول الحكومي العراقي: "يجب أن تتحمل الولايات المتحدة، بصفتها قائدة التحالف الدولي، مسؤولياتها الكاملة، ومنع أي انتهاك يمس أمن العراق أو يهدد استقراره".

وتأتي التحركات العراقية في ظل تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، حيث شنت تل أبيب يوم الجمعة هجمات جوية عنيفة على مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والعسكريين، وردّت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية الواسعة.

وكانت إيران قد هدّدت الأربعاء الماضي باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، في حال فشل المباحثات النووية مع واشنطن، معتبرة أن أي اعتداء إسرائيلي يتم بـ"ضوء أخضر" أمريكي.

ضبط النفس رغم التهديدات

وتزامناً مع التوتر، أعلنت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران، وعلى رأسها كتائب حزب الله، عن رفضها الوجود الأمريكي، وطالبت بانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، محذّرة من أن "المنطقة قد تتجه إلى مزيد من الحروب إذا استمرت إسرائيل في عدوانها على إيران".

رغم ذلك، أكد المسؤول الأمني أن "الجميع، بما في ذلك الفصائل المسلحة العراقية، متعاون مع الحكومة لإبعاد العراق عن الصراع"، في إشارة إلى توافق نادر بين مختلف القوى الداخلية العراقية لمنع تحويل الأراضي العراقية إلى ساحة مواجهة.

يُذكر أن الولايات المتحدة تنشر نحو 2500 جندي في العراق و900 آخرين في سوريا، ضمن إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أنشئ عام 2014.

وفي ضوء التصعيد الأخير، أعلنت واشنطن الأربعاء تقليص طاقم سفارتها في بغداد، وسحب الموظفين "غير الأساسيين" تحسباً لأي طارئ أمني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية