"اليونيسف": أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد بلغت نقطة حرجة
"اليونيسف": أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد بلغت نقطة حرجة
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن أزمة اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب المستعرة في بلادهم إلى الأراضي التشادية قد بلغت "نقطة حرجة"، في ظل تصاعد معدلات النزوح الجماعي، وتردي الأوضاع الإنسانية، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء.
وأشارت المنظمة، في بيان رسمي، اليوم الأحد، إلى أنه منذ اندلاع الصراع المسلح في السودان بتاريخ 15 أبريل 2023 وحتى 8 يونيو الجاري، وثّقت الحكومة التشادية بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وصول 856,783 لاجئًا سودانيًا إلى الأراضي التشادية، إضافة إلى 273,654 عائدًا تشاديًا كانوا يقيمون في السودان.
وتبرز الأرقام خطورة الوضع الإنساني، حيث يُشكّل الأطفال 61% من إجمالي اللاجئين، و68% من العائدين، ما يُشير إلى حجم الأزمة التي تُهدد جيلاً كاملاً بالتشريد والانتهاكات النفسية والصحية والتعليمية.
تصاعد النزوح بالسودان
ووفق آخر تحديث عاجل أصدرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تدفقًا جديدًا للاجئين، حيث عبر أكثر من 70,492 لاجئًا الحدود نحو ولايتي وادي فيرا وإنيدي الشرقية التشاديتين، وذلك بعد الهجوم الدموي الذي تعرض له مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين داخليًا في إقليم دارفور، منتصف أبريل 2025.
ووصفت المفوضية هذه الهجمات بأنها "مروّعة"، وجاءت ضمن سلسلة من الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، دفعت آلاف العائلات إلى الفرار في ظروف قاسية، تاركين خلفهم منازلهم ومقتنياتهم القليلة.
وذكر التقرير الأممي أن عددًا كبيرًا من اللاجئين الوافدين حديثًا أفادوا بتعرضهم لانتهاكات خطِرة تشمل العنف الجسدي والجنسي، والاحتجاز التعسفي، والتجنيد القسري، خاصة للفتيان في سن المراهقة.
وأشارت المفوضية إلى أن ما يقرب من 60% من اللاجئين الجدد قد فُصلوا عن ذويهم وأفراد أسرهم خلال عمليات الفرار الجماعي أو داخل معسكرات النازحين في السودان، ما يزيد من معاناتهم النفسية ويعقّد عملية تقديم الدعم لهم.
واعتبر التقرير أن الوضع الإنساني في شرقي تشاد بات "كارثيًا" بكل المقاييس، مع ازدياد الضغط على الموارد المحلية ونقص حاد في المياه، والغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى.
تشاد على حافة الانهيار
وتستضيف تشاد، واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها هشاشة، أكثر من مليون ونصف المليون شخص بين لاجئين ونازحين وعائدين، ما يشكّل تحديًا هائلًا لقدرتها على الاستجابة رغم التعاون الدولي.
وكانت السلطات التشادية قد أطلقت في أبريل الماضي نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتقديم دعم مالي وإنساني عاجل، محذّرة من أن البلاد "لن تتحمل بمفردها عبء هذه الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم".
وتعود جذور الأزمة إلى اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي سرعان ما اتسعت رقعتها لتشمل مناطق متعددة من البلاد، خاصة إقليم دارفور الذي يشهد جرائم ممنهجة ذات طابع عرقي، بحسب منظمات حقوقية دولية.
ومع استمرار غياب أي أفق سياسي للحل، يتزايد تدفق اللاجئين السودانيين إلى الدول المجاورة، في مقدمتها تشاد، وسط اتهامات بارتكاب عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية.