ألمانيا تقترح مفاوضات عاجلة مع إيران لتفادي انفجار الصراع مع إسرائيل

ألمانيا تقترح مفاوضات عاجلة مع إيران لتفادي انفجار الصراع مع إسرائيل
وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول - أرشيف

أعلن وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن بلاده وبالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا، عرضت على إيران بدء مفاوضات فورية بشأن برنامجها النووي، في محاولة أوروبية جديدة لنزع فتيل التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب بعد الهجمات المتبادلة الأخيرة التي وضعت المنطقة على حافة حرب إقليمية شاملة.

وأوضح الوزير الألماني، في مقابلة مع القناة الألمانية العامة "ARD"، اليوم الأحد، أن المبادرة الأوروبية تهدف إلى إعادة فتح باب الحوار مع طهران بشكل عاجل، لتجنب الانزلاق نحو مواجهة أوسع، مشددًا على أن المفاوضات النووية تمثل الشرط الأساسي لإيجاد حل سلمي للنزاع المتصاعد.

وقال فاديفول: "نأمل أن تقبل إيران العرض. لا مفر من الحوار لتفادي مزيد من الدماء والانهيار الإقليمي."

وأضاف أن ألمانيا لا ترى أن هدف إسرائيل هو إسقاط النظام الإيراني، بل منع امتلاك طهران للسلاح النووي، الذي تعده تهديدًا وجوديًا لكل من إسرائيل وأوروبا، مشيرًا إلى أن برلين تعد أمن إسرائيل جزءًا من أمن أوروبا ذاتها.

ادعاءات وسيناريوهات خطِرة

واتهم الوزير الألماني إيران بالسعي لتدمير إسرائيل، معتبرًا أن تل أبيب تمارس "حق الدفاع عن النفس"، فيما ترفض طهران الاتهامات الإسرائيلية والغربية، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي بحت، وأن الهجوم الإسرائيلي الأخير على أراضيها يعد خرقًا خطِرًا للسيادة الإيرانية وللقانون الدولي.

وشهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق منذ فجر الجمعة الماضي، حين شنت إسرائيل، بدعم غير مباشر من واشنطن، هجومًا واسع النطاق ضد أهداف إيرانية، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد".

وشملت العملية قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين في طهران وأصفهان وشيراز، وعدتها تل أبيب ضربة استباقية لحماية أمنها القومي.

رد إيراني حاسم

وردًا على ذلك، أعلنت إيران بدء عملية "الوعد الصادق 3"، تضمنت إطلاق ثماني موجات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين والعسكريين، فضلًا عن تدمير مبانٍ حكومية ومركبات مدنية وعسكرية.

وأكد الحرس الثوري الإيراني في بيان له أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن مجرد عمل عدائي محدود، بل تصعيد ممنهج يتطلب ردًا صارمًا، مشيرًا إلى أن الضربات الإيرانية استهدفت "عشرات القواعد الجوية والمواقع النووية والمراكز الاستخباراتية في الأراضي المحتلة".

وحذّرت أطراف دولية، من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، من أن استمرار هذا النمط من الضربات والضربات المضادة يهدد باندلاع نزاع إقليمي شامل قد يمتد إلى دول الخليج وشرق المتوسط.

من جهته، شدد الوزير الألماني على أن الوقت ينفد، وأن أوروبا تسعى لاستثمار آخر ما تبقى من الدبلوماسية لوقف التدهور، قائلاً: "إن البديل عن الحوار هو الفوضى، وتكرار سيناريوهات الحروب الطويلة والمدمرة في الشرق الأوسط."

سياق تاريخي متوتر

تأتي هذه التطورات بعد فشل المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى خلال السنوات الماضية، والتي تعطلت منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018، وما تبعه من إعادة فرض عقوبات أمريكية صارمة على طهران.

ورغم محاولات أوروبية متكررة لإحياء الاتفاق، اصطدمت المبادرات بمطالب متبادلة وشكوك عميقة، وسط توتر دائم تصاعد ليصل اليوم إلى ذروة عسكرية غير مسبوقة منذ عقود بين إسرائيل وإيران.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية