“واشنطن بوست”: مغنية تؤدي النشيد الوطني الأمريكي بالإسبانية تضامناً مع المهاجرين

“واشنطن بوست”: مغنية تؤدي النشيد الوطني الأمريكي بالإسبانية تضامناً مع المهاجرين
المغنية ومؤثرة مواقع التواصل الاجتماعي، نيزا

أقدمت المغنية ومؤثرة مواقع التواصل الاجتماعي، نيزا –واسمها الكامل فانيسا هيرنانديز– على أداء النشيد الوطني الأمريكي باللغة الإسبانية، مساء السبت، في ملعب دودجرز في مدينة لوس أنجلوس، متحدّية بذلك تعليمات فريق البيسبول الذي طلب منها أداء النشيد باللغة الإنجليزية فقط.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، أظهر مقطع فيديو نشرته نيزا عبر حسابها على منصة تيك توك لحظة مواجهة موظفة مجهولة من فريق دودجرز إياها قبل بدء المباراة، حيث قالت لها الأخيرة بوضوح: "اليوم، سنغني الأغنية باللغة الإنجليزية، لست متأكدة ما إذا كانت نسختك ستُبث".

ورغم التحذير، علّقت نيزا على الفيديو قائلة: "فعلتها على أي حال"، في إشارة إلى تحديها تلك التعليمات، فيما ظهرت في الفيديو وهي ترتدي قميصًا يحمل ألوان علم جمهورية الدومينيكان، وتؤدي أغنية El Pendón Estrellado (الترجمة الإسبانية للنشيد الأمريكي) قبل انطلاق مباراة فريق لوس أنجلوس دودجرز ضد سان فرانسيسكو جاينتس.

رسالة سياسية

كشفت نيزا في فيديو لاحق أنها أدّت هذه النسخة تحديدًا لأنها نُشرت رسميًا من قبل وزارة الخارجية الأمريكية عام 1945، في عهد الرئيس فرانكلين د. روزفلت، كمبادرة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية.

أكدت المغنية أنها قررت غناء النسخة الإسبانية في سياق التصعيد الأخير لحملات وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية، التي نفذت مداهمات في أنحاء متفرقة من لوس أنجلوس، ما أثار حالة من الغضب والخوف في أوساط المجتمعات المهاجرة.

قالت نيزا باكية: "لم أتوقع أن أتلقى أي رفض، خاصةً أننا في لوس أنجلوس، ومع كل ما يحدث حاليًا"، وتابعت: "اليوم تحديدًا، لم أصدق عندما جاءت موظفة الفريق وقالت لي (لا) لكنني شعرت أنني بحاجة للقيام بذلك من أجل شعبي".

ردود الفعل

لم يصدر عن فريق دودجرز أي بيان رسمي أو تعليق فوري على ما حدث، وفقًا لما ذكره موقع "ذا أثليتيك"، ومع ذلك، أكدت المنصة أن نيزا لم تُعاقب على أدائها، ولم تُطرد من الملعب، كما أنه لا توجد نية لمنعها من دخول استاد دودجرز مستقبلًا.

ومن جهته، اكتفى المدير الفني للفريق، ديف روبرتس، بالقول للصحفيين إنه يأمل أن يكون فريقه "مصدر إلهاء إيجابي" للمشجعين في خضم الاضطرابات الحالية، مضيفًا: "أعلم أن استدعاء اللاعبين وترحيلهم وما يرافق ذلك من فوضى هو أمر مقلق للجميع، لكنني لم أتعمق بما يكفي، ولا أستطيع أن أقدم تحليلاً ذكيًا بشأن ما يحدث".

وعبّر كيكي هيرنانديز، لاعب فريق دودجرز، عن تضامنه مع المجتمعات المتضررة من المداهمات، في منشور على حسابه الشخصي على إنستغرام، حيث كتب قائلاً: "قد لا أكون مولودًا ومُنشأً في هذه المدينة، لكنها تبنتني كأحد أبنائها"، وتابع: "لا أطيق رؤية مجتمعنا يُنتهك ويُساء معاملته ويُمزق.. كل الناس يستحقون الاحترام والكرامة وحقوق الإنسان".

وفي السياق، أعلن نادي "أنجل سيتي" لكرة القدم النسائية تضامنه عبر مبادرة رمزية، حيث وزّع على مشجعيه قمصانًا كُتب عليها "نادي مدينة المهاجرين لكرة القدم"، خلال مباراته أمام فريق نورث كارولينا كوريج مساء السبت.

وارتدى اللاعبون والمدربون هذه القمصان، التي حملت على ظهرها عبارة "لوس أنجلوس للجميع" باللغتين الإنجليزية والإسبانية، كما ظهرت المهاجمة سيدني ليرو بقميص كُتب عليه: "حب الأم لا يعرف وطنًا، لا مكانة، لا حدود".

وأصدرت نقابتا لاعبات دوري كرة القدم الوطني للسيدات ودوري كرة السلة الوطني للسيدات بيانًا مشتركًا يوم الخميس، أعربتا فيه عن تضامنهما مع المهاجرين، وخاصة المتضررين من حملات الترحيل الأخيرة.

جاء في البيان: "نقف إلى جانب جميع الباحثين عن الأمان والكرامة والفرص، بغض النظر عن أصولهم أو الوجهة التي يطمحون إليها.. نعلم أن ليس كل موقف بسيطًا، لكن إظهار التعاطف لا ينبغي أن يكون محل نقاش".

ومن جانبها، صرّحت قائدة فريق "أنجل سيتي"، علي رايلي، عقب المباراة التي خسرها فريقها بنتيجة 2-1، قائلة: "هذه اللعبة التي نحبها جميعًا تُلعب بهذه الطريقة بفضل المهاجرين".

وأضافت: "هذا النادي، الذي يمثل جزءًا كبيرًا مني، لم يكن ليوجد هنا لولا المهاجرين.. كرة القدم التي نمارسها في أمريكا مدينة لهؤلاء الأشخاص الذين شكّلوا جزءًا حيويًا من نسيج هذه الرياضة والمجتمع".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية