بركان "ليوتوبي لاكي-لاكي" يهدد آلاف السكان ويعطّل الرحلات في جزيرة بالي

بركان "ليوتوبي لاكي-لاكي" يهدد آلاف السكان ويعطّل الرحلات في جزيرة بالي
بركان في إندونيسيا

أثار بركان "ليوتوبي لاكي-لاكي" في جزيرة فلوريس الإندونيسية حالةً من الذعر بعد أن قذف عمودًا هائلًا من الرماد البركاني والدخان بارتفاع تجاوز 10 آلاف متر في السماء، مما أدى إلى رفع حالة التأهب البركاني إلى أعلى مستوياتها، وإلغاء أكثر من 30 رحلة جوية من وإلى جزيرة بالي السياحية، أبرز وجهات البلاد السياحية.

وأعلنت إدارة مطار بالي الدولي، الواقع على بُعد نحو 800 كيلومتر غرب فلوريس، اليوم الخميس، عن إلغاء ما لا يقل عن 12 رحلة دولية مغادرة للجزيرة، إضافة إلى أربع رحلات داخلية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأشارت إدارة المطار إلى أن من بين الرحلات المتأثرة رحلات إلى مدن سنغافورة وملبورن وسيدني، ما أثر بشكل مباشر على مئات المسافرين والسياح.

وأكدت الهيئة أن 13 رحلة دولية أخرى ورحلتين داخليتين قادمتين إلى الجزيرة تم تعليقها أيضًا، وسط تحذيرات من أن الرماد البركاني قد يؤدي إلى تقليل مدى الرؤية ويُعرض الطائرات للخطر، خاصةً تلك التي تحلق على ارتفاعات متوسطة وعالية.

إخلاء المناطق القريبة

أعلنت الوكالة الوطنية الإندونيسية لإدارة الكوارث (BNPB)، على لسان المتحدث باسمها عبد الموهاري، أن ما لا يقل عن 450 عائلة فُرض عليها النزوح من منازلها القريبة من البركان، بعدما أصدرت السلطات تحذيرًا يُلزم الجميع بمغادرة المنطقة ضمن دائرة نصف قطرها 7 كيلومترات من الفوهة البركانية.

وحذّرت الوكالة من أن هطول أمطار غزيرة قد يؤدي إلى تدفّق الحمم البركانية أو تدفقات طينية قاتلة، ما يزيد من خطر الكارثة الطبيعية ويجعل الإجلاء العاجل أمرًا حتميًا.

ثورانات متكررة وسجل دموي

شهد بركان "ليوتوبي لاكي-لاكي"، الواقع جنوب شرق جزيرة فلوريس، نشاطًا متكررًا خلال الأشهر الأخيرة، حيث قذف في مايو الماضي رمادًا إلى ارتفاع 5.5 كيلومتر، وتسبّب في إلغاء عدد من الرحلات الجوية. 

كما ثار في مارس، مُرسلًا سحبًا من الرماد بارتفاع 8 كيلومترات، ما أثار مخاوف مماثلة في قطاع الطيران.

وفي نوفمبر من العام الماضي، سجل البركان سلسلة من الانفجارات القوية أودت بحياة تسعة أشخاص، ما يسلط الضوء على مدى الخطورة التي يشكّلها هذا الجبل البركاني على المجتمعات القريبة.

أرض الهزات والبراكين

تقع إندونيسيا ضمن ما يُعرف بـ"حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي واحدة من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا في العالم. تضم البلاد أكثر من 400 بركان، بينها 129 بركانًا نشطًا، و65 تُصنّف على أنها بركانية خطرة، حسب بيانات الوكالة الجيولوجية الإندونيسية.

وتهتز الأراضي الإندونيسية سنويًا بما يقارب 7,000 زلزال، معظمها منخفض الشدة، إلا أن بعضها يسبب دمارًا واسعًا، خاصةً عند ترافقه بنشاط بركاني.

وطالبت السلطات السكان المحليين والسياح بضرورة الالتزام الصارم بتعليمات السلامة وعدم الاقتراب من نطاق الخطر، كما تم تجهيز مراكز إيواء مؤقتة للعائلات المتضررة، وتوفير مساعدات غذائية ومستلزمات طبية.

وتستمر فرق الطوارئ في رصد سلوك البركان على مدار الساعة باستخدام الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الزلزالي، وسط مخاوف من احتمال تجدد الثوران خلال الساعات أو الأيام المقبلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية