غراندي: أكثر من مليونَي سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط النظام
غراندي: أكثر من مليونَي سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط النظام
أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الخميس، أن أكثر من مليونَي سوري من اللاجئين والنازحين قد عادوا إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر، واصفاً هذه العودة بأنها "مؤشر أمل وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة".
كتب غراندي في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، من العاصمة اللبنانية بيروت قبيل توجهه إلى دمشق: "أكثر من مليوني سوري لاجئ ونازح عادوا إلى ديارهم منذ كانون الأول/ديسمبر"، وأضاف: "رغم الصعوبات، هذه العودة تمثل لحظة أمل نادرة في زمن معقّد" وفق فرانس برس.
تركيا ولبنان في طليعة الدول المُصدّرة للعائدين
سجّلت تركيا وحدها، وفق أرقام رسمية في يونيو، عودة أكثر من 273 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم منذ نهاية العام الماضي، فيما تُعد لبنان أيضًا من أبرز الدول التي شهدت موجات عودة منظمة وطوعية وغير طوعية في بعض الحالات، رغم الجدل الحقوقي المثار حول ذلك.
وفي المجمل، قدرت مفوضية اللاجئين أن أكثر من 500 ألف سوري عادوا من الخارج حتى منتصف 2025، في حين عاد الباقون من مواقع نزوح داخلي إلى مناطقهم الأصلية.
البنية التحتية المدمرة
رغم الزخم في أعداد العائدين، حذّرت المفوضية والعديد من المنظمات الدولية من أن انعدام البنى التحتية وتآكل الخدمات الأساسية يمثلان عقبات حقيقية أمام عودة الملايين المتبقين من نازحين ولاجئين.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن "نقص الفرص الاقتصادية والخدمات التعليمية والصحية، إضافة إلى محدودية الأمن في بعض المناطق، يُبقي كثيرين في حالة تردد أو انتظار".
مرحلة جديدة.. وبوادر إعمار تدريجي
باشرت الحكومة السورية الانتقالية، برئاسة أحمد الشرع، تنفيذ خطوات أولية نحو التعافي الاقتصادي، في أعقاب رفع العقوبات الغربية جزئيًا عن دمشق، وتسعى حالياً إلى تهيئة البنية التحتية للبدء في عملية إعادة إعمار تتجاوز تكلفتها 400 مليار دولار، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
13.5 مليون لاجئ ونازح لا يزالون ينتظرون
رغم موجات العودة الأخيرة، لا يزال نحو 13.5 مليون سوري في عداد اللاجئين والنازحين، بينهم أكثر من 5 ملايين في دول الجوار (تركيا، لبنان، الأردن) والآخرون داخل سوريا في مناطق نزوح طويلة الأمد، لا سيما في إدلب وشمال غرب البلاد.
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتحوّلها إلى نزاع مسلح واسع النطاق، تعرضت البلاد لأزمة إنسانية غير مسبوقة.
أسفرت الحرب عن تشريد نحو نصف سكان سوريا، وتدمير البنى التحتية، وانهيار الاقتصاد.
في ديسمبر 2024، أدت احتجاجات داخلية وانقسامات في المؤسسة العسكرية إلى سقوط نظام بشار الأسد، ووصول قيادة انتقالية إلى الحكم، في لحظة مفصلية فتحت باب العودة أمام آلاف السوريين، وسط آمال بإنهاء أكثر من عقد من الشتات.