احتجاجات غاضبة في لوس أنجليس ضد ممارسات شرطة الهجرة الأمريكية

احتجاجات غاضبة في لوس أنجليس ضد ممارسات شرطة الهجرة الأمريكية
احتجاجات غاضبة في لوس أنجليس

تجدّدت الاحتجاجات في مدينة لوس أنجليس الأمريكية ضد ممارسات شرطة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من أساليبها العنيفة في ملاحقة المهاجرين غير النظاميين، لا سيما بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي أمر بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ولايته.

في مشهد غير معتاد، علت أصوات الطناجر والمقالي، وأبواق السيارات، وأزيز مكبرات الصوت أمام أحد الفنادق التي ينزل فيها عناصر "آيس"، مع ترديد شعار "لا نوم لآيس"، في محاولة رمزية لمنع عناصر هذه الوكالة من الراحة، ردًا على ما يصفه المحتجون بـ"الإرهاب المنظم الذي يمارس ضد مجتمعاتهم".

قال ناثانايل لاندافيردي، أحد المشاركين في الاحتجاج، والحاصل على شهادة في علم النفس: "يرهبون مجتمعنا طول النهار.. لماذا ينعمون بنوم هانئ ليلاً؟".

وشارك عشرات المحتجين في التجمّع، من بينهم فنانون ومعلمون وناشطون شباب، عبّروا عن سخطهم تجاه مداهمات قوات "آيس" المسلحة والملثّمة، التي أصبحت مشهداً متكرراً في شوارع لوس أنجليس وغيرها من المدن، مستهدفين مهاجرين داخل مزارع، ومحطات سيارات، وأمام المحاكم.

اتهامات بالتعسف والانتهاكات

انتقد ناشطون بشدة الأسلوب القمعي الذي تستخدمه عناصر "آيس"، خاصة أن بعضهم يداهم المنازل والأماكن العامة وهم ملثمون ويحملون بنادق هجومية، في ممارسات وصفها البعض بـ"أساليب الشرطة السرية".

وقد صوّبت جولييت أوستن، معلمة رقص تبلغ من العمر 22 عاماً، نقداً لاذعاً للوكالة، قائلة: "إنهم يمزقون عائلات.. لا يحق لهم النوم في حين أنهم يرتكبون هذه الأفعال هنا".

وأضافت: "هم بالنسبة لي نسخة حديثة من الغستابو في أمريكا".

ويُشير منتقدون إلى أن العديد من المهاجرين الذين تم توقيفهم لم يكونوا متورطين في أي جرائم، بل مجرد أشخاص يعيشون دون أوراق قانونية. ومع ذلك، تُنفّذ عمليات التوقيف بأسلوب صادم وسط ذعر الأطفال والنساء، ما يزيد من حدة التوترات المجتمعية.

ردود ومشاريع مضادة

في مواجهة هذه الممارسات، تقدّم مشرّعون في ولاية كاليفورنيا بمشروع قانون تحت شعار "لا شرطة سرّية"، يقضي بحظر ارتداء الأقنعة أو اللثام من قبل عناصر أجهزة إنفاذ القانون، بما في ذلك القوات الفيدرالية مثل "آيس".

وقد عدّت إدارة ترامب هذه الخطوة تهديدًا لأمن عناصر "آيس"، بحجة أنهم عرضة لعمليات انتقامية محتملة، متمسكة بـ"حقهم في حماية هوياتهم خلال أداء المهام الحساسة".

لكن الجدل تصاعد أكثر عندما اعتُقل مواطنون أمريكيون في لوس أنجليس ونيويورك بتهمة عرقلة عمليات الشرطة، ما أثار تساؤلات قانونية ودستورية بشأن حدود سلطة هذه الوكالة الفيدرالية، ومدى قانونية الاعتقالات التي تنفذها.

سياسة مناهضة للهجرة

يُعدّ تعزيز نفوذ وكالة "آيس" أحد المحاور الرئيسية لسياسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث تعهّد بطرد ملايين المهاجرين، ووضع سياسات هجرة صارمة، شملت حظر السفر من دول إسلامية، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وتُثير عمليات "آيس" انتقادات حادة من قبل منظمات حقوق الإنسان التي تؤكد أن الكثير من المداهمات تنتهك حقوق المهاجرين، وتؤدي إلى تمزيق الأسر، وتزرع الخوف في المجتمعات الضعيفة، خصوصًا اللاتينية.

المجتمع المدني لا يلين

رغم الدعم الرسمي المتجدد من تيارات يمينية لـ"آيس"، تواصل الحركات المدنية والمنظمات الحقوقية التعبئة لمواجهة هذه السياسات. وعبّر المحتجون في لوس أنجليس عن تصميمهم على استمرار المقاومة.

تقول جولييت أوستن: "هذه المدينة لا تُدار بالخوف، ولن نسمح بتمرير مثل هذه السياسات في مجتمعنا.. نحن مستعدون للصمود، ولن نتراجع".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية