العنف في كردفان يُسفر عن مئات الضحايا والأمم المتحدة تُطلق نداء استغاثة
أكثر من 300 قتيل بينهم أطفال ونساء حوامل
أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء التقارير التي تؤكد وقوع هجمات وحشية استهدفت قرى في منطقة بارا بولاية شمال كردفان بين 10 و13 يوليو الجاري، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص بينهم أطفال ونساء حوامل، إلى جانب عدد كبير من الجرحى.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان يوم الثلاثاء أن المنازل تعرضت للنهب والحرق، وتسببت أعمال العنف في تشريد مئات الأسر، مع الإشارة إلى أن استمرار انقطاع الاتصالات يجعل من الصعب تأكيد الأعداد الدقيقة للضحايا وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
قصف متجدد يُعمّق الخوف
إلى جانب الهجمات في القرى، تحدثت تقارير عن تجدد القصف في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أدى إلى حالة خوف وانعدام للأمن في أوساط المدنيين.
وفي ولاية غرب كردفان، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 20 شخصًا في هجمات استهدفت قريتَي الفولة وأبو زبد، بينهم ضحايا غارة جوية ضربت مدرسة كانت تؤوي عائلات نازحة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك: "هذه الحوادث تذكير مأساوي بالخسائر الفادحة التي يُلحقها النزاع بالمدنيين في السودان، نؤكد إدانتنا لقتل المدنيين واستهداف البنى التحتية المدنية، مثل المدارس والمنازل والملاجئ، والتي يجب ألا تُستهدف أبدًا، وندعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني احترامًا كاملاً".
وفي منطقة الدبة وحدها، وصل منذ يونيو أكثر من 3,000 نازح، حيث تلقى بعضهم مساعدات غذائية، إلا أن تدفق النازحين يُضاعف الضغوط على نظام إنساني مُنهك أصلًا.
موسم الأمطار يزيد المعاناة
حذّر مكتب أوتشا من أن الأمطار الغزيرة والرياح القوية التي شهدها شرق السودان يوم الأحد الماضي دمرت أو ألحقت أضرارًا بالملاجئ والإمدادات الغذائية لما يقرب من 2,700 نازح في القضارف، ما يُفاقم الأوضاع المعيشية المتردية.
وبحسب تقييم سريع أُجري يوم الاثنين، فإن معظم الأسر المتضررة ترغب في العودة إلى مناطقها الأصلية، لكنها بحاجة ماسة إلى الدعم لتحقيق ذلك.
وتشير بيانات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 1.3 مليون شخص عادوا منذ نوفمبر 2024، أغلبهم إلى ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم، لكنهم يواجهون نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية وظروفًا معيشية صعبة.
انهيار معدلات التطعيم
حذّرت منظمة اليونيسف من أن النزاع أدى إلى تراجع خطير في معدلات التطعيم في السودان، حيث انخفضت تغطية لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTP1) من 94% في 2022 إلى 48% في 2024، وهو أدنى مستوى منذ عام 1987.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من نصف الرضع -أي نحو 880 ألف طفل- لم يحصلوا على أي جرعة من هذا اللقاح، ما يُعرّض حياتهم لخطر أمراض يمكن الوقاية منها.
يأتي ذلك في سياق نزاع متصاعد في السودان منذ أبريل 2023، دفع مئات الآلاف للفرار من ديارهم، وأشار أوتشا إلى أن آلاف النازحين من شمال كردفان والفاشر بشمال دارفور يواصلون التوجه إلى مناطق أكثر أمنًا، خاصةً الولاية الشمالية.