اليونان تُخلي قرى ومخيماً للاجئين مع استمرار الحرائق في جزيرة خيوس

اليونان تُخلي قرى ومخيماً للاجئين مع استمرار الحرائق في جزيرة خيوس
حرائق في جزيرة خيوس

كافحت فرق الإطفاء اليونانية، اليوم الاثنين، للسيطرة على حرائق غابات واسعة النطاق اندلعت في جزيرة خيوس الواقعة شرق البلاد قرب السواحل التركية، وسط رياح عاتية وظروف مناخية صعبة، ما أجبر السلطات على إخلاء قرى ومخيمات للاجئين في واحدة من أسوأ موجات الحرائق هذا الموسم.

وأفادت محطة الإذاعة اليونانية العامة (ERT) بأن 16 قرية تم إخلاؤها بالكامل الأحد، بعدما تصاعدت سحب كثيفة من الدخان فوق الجزيرة، ووصل مدى رؤيتها إلى نطاقات يمكن رصدها بالأقمار الصناعية، بحسب ما أكده المركز الوطني للأرصاد الجوية.

وبالتوازي، أعلنت وزارة الهجرة واللجوء عن إجلاء 629 لاجئاً من مخيم كبير مخصص لاستقبال وتسجيل المهاجرين على الجزيرة، مشيرة إلى أن اللاجئين نقلوا إلى صالة رياضية مؤقتة، حيث سيبقون "طالما كان ذلك ضرورياً للحفاظ على سلامتهم".

تحقيقات في "العمل المتعمد"

وقالت فرق الإطفاء إن أكثر من 11 طائرة ومروحية إطفاء شاركت في عمليات احتواء النيران، إلى جانب وحدات دعم بريّة وصلت من مناطق أخرى في البلاد لتعزيز الاستجابة.

لكن الرياح القوية والظروف الجافة على الجزيرة، التي تشتهر بكثافتها النباتية وتضاريسها الصعبة، أعاقت بشكل كبير جهود السيطرة على النيران.

وفي تطور لافت، أعربت السلطات عن شبهات قوية بأن الحرائق "متعمدة"، حيث يجري محققون من الشرطة وفرقة الإطفاء تحقيقات مكثفة في تقارير تحدثت عن اندلاع ثلاث حرائق منفصلة في توقيت متقارب داخل الجزيرة.

ونقلت محطة ERT عن مصادر أمنية أن "الاشتعال المتزامن في مواقع متباعدة يشير إلى احتمال كبير بوجود فاعل متعمد".

تهديدات بيئية وإنسانية

وتعد جزيرة خيوس، القريبة من الساحل التركي، من المواقع الحيوية في ملف الهجرة والبيئة على حد سواء، حيث تستضيف نقاط مراقبة أوروبية ومراكز استقبال للاجئين ضمن سياسة ضبط الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.

وبحسب خبراء بيئيين، قد تؤدي الحرائق في خيوس إلى خسائر بيئية جسيمة، لا سيما أن الجزيرة تحتوي على غابات نادرة من أشجار المصطكى التي تُعد مورداً اقتصادياً محلياً مهماً وتتمتع بحماية بيئية خاصة.

تأتي هذه الكارثة بعد أسابيع فقط من تحذيرات أصدرتها الحكومة اليونانية بشأن موسم حرائق يُتوقع أن يكون من بين الأصعب في السنوات الأخيرة، في ظل موجات حرّ مبكرة واشتداد ظاهرة الجفاف المرتبطة بتغير المناخ.

وقال مسؤول في الدفاع المدني: "نواجه بداية موسم حرائق متقدمة على المعتاد، ومستوى الخطر مرتفع في عدة جزر ومناطق جبلية".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية